Advertisement

عربي-دولي

بعد أربعين عامًا من حربها مع العراق.. إيران تواجه اختبارًا وجوديًا جديدًا

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
16-06-2025 | 12:00
A-
A+
Doc-P-1376904-638856960227636758.jpg
Doc-P-1376904-638856960227636758.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت مجلة "Financial Times" البريطانية أنه "في العام 1980، جرّ الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين القيادة الإسلامية الإيرانية التي كانت قد تأسست حديثاً إلى الحرب. حينها، قاتلت إيران، على حد تعبير أحد كبار القادة، "خالية الوفاض". حينها، بالنسبة لقادة الجمهورية الشباب ذوي التوجهات الأيديولوجية، والذين عزموا على تصدير رؤيتهم للتطرف الإسلامي، كان الأمر بمثابة فاتورة قاسية، فقد كان الجيش الإيراني التقليدي في حالة من الفوضى ويواجه خصماً تدعمه قوى إقليمية وغربية. وبعد سنوات، اعترف الزعماء أنفسهم بأن النظام المعزول اضطر إلى التوسل إلى الدول القليلة التي كان على علاقات بها للحصول على الإمدادات الأساسية، مثل الأسلاك الشائكة. ومع ذلك، فقد قاتلت إيران لمدة ثماني سنوات على الرغم من التكلفة البشرية الباهظة، قبل أن يقبل آية الله روح الله الخميني، زعيم الثورة، على مضض، وقف إطلاق النار مع العراق". 
Advertisement

وبحسب المجلة، "الآن، تواجه إيران أخطر تهديد لها منذ تلك الحرب، حيث تتعرض الجمهورية لقصف إسرائيلي، وهي الدولة التي تمتلك واحداً من أكثر الجيوش تطوراً في العالم، كما وتملك الكثير من المعدات الأميركية، أضف إلى ذلك وكالاتها الاستخباراتية التي خرقت عمق الجمهورية. مرة أخرى، أصبحت المخاطر التي تواجه النظام الإيراني وجودية، حيث يواجه خليفة الخميني، آية الله علي خامنئي، الاختبار الأصعب في حكمه الذي دام أربعة عقود. قالت سنام فاكيل، مديرة قسم الشرق الأوسط في تشاتام هاوس: "إنها اللحظة الأبرز في مسيرة خامنئي. لقد شهد العديد من التقلبات والمنعطفات منذ توليه منصب المرشد الأعلى عام 1989، لكن هذه اللحظة هي الأبرز". وأضافت: "أولويته هي بقاء النظام. فالقادة الإيرانيون يعتبرون أنفسهم بمثابة داوود في مواجهة جالوت، لذا فإن قدرتهم على البقاء انتصار لهم".

وتابعت المجلة، "في غضون أيام قليلة، نجحت إسرائيل في قطع رأس القيادة العليا للجيش الإيراني، وضربت المواقع النووية الرئيسية، وقصفت البنية التحتية الرئيسية للطاقة، ونشرت الخوف في كل أنحاء البلاد حيث قامت الطائرات من دون طيار وأسراب من الطائرات المقاتلة بطلعات جوية في كل أنحاء الجمهورية، دون عوائق على ما يبدو. نتيجة لذلك، قُتل أكثر من 200 مدني إيراني، وفقًا لوزارة الصحة الإيرانية. لقد تعرضت أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام للإذلال، وتم استنزاف دفاعاتها الجوية بالكامل، مما ترك طهران تحت رحمة القوات الجوية الإسرائيلية التي أعلنت يوم الاثنين "السيطرة العملياتية الكاملة" على سماء العاصمة. وزعمت إسرائيل أنها ضربت مقر فيلق القدس، الذراع الدولية للحرس الثوري الإيراني، وأخرجت العشرات من منصات إطلاق الصواريخ اللازمة لإطلاق ترسانة الصواريخ الإيرانية عن العمل". 

وأضافت المجلة، "قال محللون إن إيران، التي أصبحت في أسوأ حالاتها منذ عقود، حتى قبل أن يشن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب يوم الجمعة، لديها خيارات محدودة لصد عدوها اللدود. فالمجتمع الإيراني اليوم يختلف تمام الاختلاف عن المجتمع الذي ناضل من أجل بقائه ضد صدام حسين. إن الحماس الثوري الذي ساد في ثمانينيات القرن العشرين لم يعد يقيد السكان، ولم يعد الدعم غير المشروط للدولة مضموناً على الإطلاق. عوضاً عن ذلك، فإن النظام في حالة حرب في وقت من السخط العام غير المسبوق تجاه القيادة الدينية، مع سكان شباب منهكين بسبب عقود من الحكم القمعي والعقوبات الأميركية الخانقة والصعوبات الاقتصادية. ولكن منذ بدأت القنابل الإسرائيلية في السقوط، أصبح الأمن القومي بالنسبة للعديد من الإيرانيين يتفوق على المخاوف الاقتصادية أو المطالب بالحرية السياسية".

وبحسب المجلة، "يتساءل بعض الإيرانيين علانية عن سبب استثمار الجمهورية الكثير من موارد الدولة في برنامجها النووي وعدم تسليحه حتى الآن لردع الهجمات الخارجية. ومع ذلك، يعتقد العديد من المحللين والدبلوماسيين الغربيين أن بقاء النظام لن يتحدد بالقنابل الإسرائيلية، بل بالديناميكيات داخل النظام عينه، محذرين من أنه من السابق لأوانه التنبؤ بانهياره. وفي الوقت الراهن، إن غياب خيار موثوق به لاستبدال النظام يظل الرادع الأقوى الذي يحمي حكام إيران. وقال محمد أتريانفار، وهو سياسي إصلاحي وسجين سياسي سابق: "لا يوجد بديل قابل للتطبيق، سواء داخل إيران أو خارجها، للنظام الحالي، مما يجعل الإصلاح الداخلي هو المسار الواقعي الوحيد للمضي قدمًا". ويقول الخبراء إنه لا توجد معارضة سياسية منظمة في إيران، وأن المعارضة في المنفى لا تحظى بشعبية داخل الجمهورية مثل القيادة الإسلامية".

وتابعت المجلة، "قال علي فايز، الخبير في الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية: "حتى داخل النظام، ربما يرون فائدة في توحيد الصفوف والتكاتف بدلاً من الانقلاب على بعضهم البعض". وفي إشارة إلى الحربين اللتين قادتهما الولايات المتحدة ضد صدام، أضاف: "أعتقد أن هذا يشبه العراق عام 1991 أكثر من العراق عام 2003 من حيث أن النظام سيشهد فراغاً، ولكنني أشك حقاً في أنه سينهار". لكن فايز قال إن النظام لديه خيارات قليلة جيدة لمحاولة التعامل مع الصراع وتقليل الأضرار. وأضاف فايز أنه في ظل عدم وجود مخرج واضح، فإن "الخيار الوحيد" أمام إيران هو مواصلة الضربات المتبادلة على أمل أن تدفع أسواق الطاقة المضطربة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى "سحب البساط من تحت أقدام" إسرائيل".

وبحسب المجلة، "بعد تجارب حرب العراق، ركزت إيران على تصنيع الصواريخ والطائرات من دون طيار محلياً، وعلى تدريب وتسليح المسلحين الإقليميين حتى تتمكن من استخدامها ضد أعدائها الأفضل تجهيزاً في حرب غير متكافئة. ولكن خلال الأشهر العشرين منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول، وجهت إسرائيل سلسلة من الضربات المدمرة ضد وكيل طهران الرئيسي، حزب الله في لبنان، ودمرت معظم الدفاعات الجوية الإيرانية خلال جولتين من الضربات المتبادلة على الجمهورية العام الماضي. ورغم هذه الصعوبات غير المتكافئة، فإن القيادة الإيرانية، التي غالبا ما توصف بأنها مزيج من الإيديولوجية المتطرفة والبراغماتية المدروسة، تعهدت بالرد بالنار على النار، معتقدة أن الهدف النهائي لنتنياهو، بدعم من الولايات المتحدة، هو التدمير الكامل للنظام. ولكن مع إظهار النظام لغرائز البقاء، ألمح وزير الخارجية عباس عراقجي أيضاً إلى أن طهران ستكون على استعداد لقبول حل دبلوماسي للأزمة في مرحلة ما".

وتابعت المجلة، "وأشاد عراقجي بدور القوات المسلحة، وقال الأحد إن طهران ستسعى إلى "ترجمة نتائج هذه الإجراءات الشجاعة إلى سلام على الساحة الدبلوماسية". وقال سعيد ليلاز، المحلل السياسي المقيم في طهران، إن خامنئي، صاحب القرار النهائي، "محاصر بين خيارين صعبين للغاية. فإما أن توافق إيران على صفقة مع الولايات المتحدة للتخلي عن برنامجها النووي، "وهذا يعني استسلامًا"، أو أن تواصل القتال، "وهو خيار غير واقعي"." وأضاف: "هذه المرة نحن في حرب يشنها حلف شمال الأطلسي على إيران عبر إسرائيل لإجبار الجمهورية الإسلامية على الاستسلام"، في إشارة إلى الشكوك الإيرانية في أن هجوم إسرائيل مدعوم من قبل الولايات المتحدة والقوى الأوروبية. لقد صُدمت إيران في البداية من الضراوة التي اتسمت بها الضربات الإسرائيلية الأولية، ولكن قدامى المحاربين من النظام في الحرب العراقية الإيرانية أعادوا تنظيم صفوفهم في أقل من 24 ساعة، وأطلقوا الموجة الأولى من الصواريخ الباليستية التي لم ترسل رسالة إلى إسرائيل فحسب، بل أظهرت للإيرانيين أيضاً أن الجيش لم ينهار".

وبحسب المجلة، "قالت فاكيل إن "فهم التفكير الإيراني أمر مهم . فحتى لو تمكنت ثلاثة صواريخ من الوصول إلى أهدافها، فهذا انتصار".وحتى الآن، تجنبت إيران التصعيد إلى ما هو أبعد من إسرائيل، ولم تُنفذ حتى الآن تهديداتها بضرب القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة إذا تعرضت للهجوم، أو تعطيل الملاحة في مضيق هرمز الذي يمر عبره ما يقرب من ثلث النفط المنقول بحرا في العالم، أو استهداف منشآت الطاقة في دول الخليج المجاورة. ويقول المحللون إن هذا يرجع جزئيا إلى تجنب جر الولايات المتحدة إلى الحرب، مع حذر إيران من إلحاق المزيد من الضرر بنفسها، وجزئيا لأنها تريد الحفاظ على علاقات أفضل مع دول الخليج المنافسة، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة". 

وتابعت المجلة، "قالت فاكيل "إنهم يرغبون في احتواء هذا الأمر، وأعتقد أن هدفهم هو المقاومة لأطول فترة ممكنة أثناء البحث عن مخارج". وأضافت: "إننا بحاجة إلى إعلان حالة من الجمود، أو خفض التوترات، أو التوصل إلى اتفاق خلف الكواليس لإيجاد طريقة للتراجع". ولكن في الوقت الراهن، هذا الأمر خارج سيطرة إيران. وقالت فاكيل: "لم نصل إلى هذا الحد بعد، لأن نتنياهو لديه بوضوح أهداف أكبر"."
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban