لليوم الرابع على التوالي، تتواصل المواجهة العسكرية المفتوحة بين إسرائيل وإيران، وسط اتساع رقعة العمليات وتصاعد وتيرة التصريحات النارية من الجانبين، ما يهدد بانزلاق المنطقة نحو حرب شاملة تشمل أطرافًا دولية.
وأطلقت
إيران عددا من الصواريخ مساء اليوم، وذلك عقب استهداف مبنى التلفزيون
الإيراني. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى رصد صاروخ سقط في محيط مدينة صفد في الجليل الأعلى.
وكشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن تدمير طائرتين إيرانيتين F14 في مطار طهران، ومركز للاتصالات تابع للحرس الثوري الإيراني.
وأفادت "العربية" بسقوط صاروخ في محيطة مدينة صفد في الجليل الأعلى.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن قصفاً إسرائيلياً طال مصنعاً للطائرات الهليكوبتر بساحة آزادي في طهران، فيما تم تفعيل الدفاعات الجوية في منشآت أصفهان النووية.
وأعلنت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، الإثنين، أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرة مسيّرة أميركية من طراز MQ-9 فوق أجواء محافظة إيلام غرب البلاد. وأكد معاون محافظ إيلام أن الطائرة تابعة للجيش الأميركي، وهو ما اعتبره مراقبون تصعيدًا مباشرا في التوتر الإيراني–الأميركي.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت السلطات الإيرانية إسقاط 8 طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة في محافظة دهلران جنوب غربي البلاد.
وأوضح محافظ دهلران أنه "تم حتى الآن إسقاط 8 طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة في أجواء المحافظة من قِبل منظومة الدفاع الجوي الإيرانية".
جاء ذلك بعد ساعات من سماع دوي انفجارات غرب طهران، لم تُصدر السلطات الإيرانية بشأنها أي توضيح رسمي، فيما أفادت تقارير إعلامية بأنها ناجمة عن ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت أمنية.
وتتزامن هذه التطورات مع الإعلان عن ضبط ورشة سرية مكوّنة من ثلاثة طوابق في منطقة "الري" جنوب طهران، قالت السلطات الإيرانية إنها كانت تستخدم لإنتاج المتفجرات والطائرات المسيّرة، حيث جرى ضبط أكثر من 200 كلغ من المواد المتفجرة ومنصات إطلاق وأجهزة إلكترونية.
في الداخل الإيراني، أعلنت وسائل إعلام رسمية اعتقال العشرات ممن وُصفوا بـ"الجواسيس والمخرّبين" المرتبطين بإسرائيل، فيما توعد رئيس السلطة القضائية بعقوبات "سريعة وقاسية"، مشدداً على أن أي تعاون مع "العدو الإسرائيلي" سيواجه بأحكام تصدر فوراً وتُنفّذ علنًا.
وفي تصعيد متبادل للخطاب، هدّد
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الإثنين، بتدمير هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، مطالبًا بإخلاء المنطقة المحيطة بمقرها في شمال شرق طهران. وبعد وقت قصير، استهدفت ضربة جوية إسرائيلية مبنى الهيئة، ما تسبب بارتجاجات قوية أثناء بث مباشر، وفق مقطع مصوّر انتشر على منصات التواصل.
من جانبها، ردّت إيران بإصدار الحرس الثوري تحذيرًا لسكان
تل أبيب دعاهم فيه إلى مغادرة المدينة فورًا، معلنًا الاستعداد لـ"حرب طويلة وشاملة". وقال مستشار قائد الحرس إن "العالم سيرى ابتكارات جديدة في المعركة خلال الأيام المقبلة"، في وقت أكدت فيه مصادر إيرانية أن ما أُطلق من صواريخ ومسيرات حتى الآن "مجرد مزحة"، وأن "الرد الحقيقي لم يبدأ بعد".
وعلى الصعيد الدولي، دخلت
الولايات المتحدة على خط الأزمة ميدانيًا ودبلوماسيًا، حيث بدأت حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس نيميتز" التوجه غربًا من بحر
الصين الجنوبي نحو
الشرق الأوسط، بعد إلغاء زيارة كانت مقرّرة إلى فيتنام. وأفاد مسؤولان أميركيان بأن الجيش نقل عددًا كبيرًا من طائرات التزود بالوقود إلى
أوروبا، "لتوفير خيارات أمام الرئيس
دونالد ترامب".
وفي هذا السياق، شارك
ترامب في قمة مجموعة السبع في كندا، حيث قال إن استعداد إيران للتفاوض يُعدّ "إشارة إلى نيتها خفض التصعيد"، مضيفًا: "لكن إيران لن تفوز بهذه الحرب، ويجب أن تتفاوض فوراً قبل فوات الأوان". وأشار إلى أنه منح إيران مهلة 60 يومًا للتوصل إلى اتفاق نووي، "لكنهم تجاوزوها"، مكررًا دعوته لطهران وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق "قريبًا"، على غرار ما حدث بين الهند وباكستان.