أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إغراق سفينة الشحن إترنيتي سي في
البحر الأحمر، في ثاني هجوم من نوعه خلال أسبوع. وأسفر الهجوم عن مقتل 4 من أفراد الطاقم، بينما لا يزال 15 آخرون في عداد المفقودين، في حين تم إنقاذ 6 بحارة بعد قضائهم أكثر من 24 ساعة في المياه، وفق ما أفادت به شركات أمنية مشاركة في عمليات الإنقاذ.
وبحسب المصادر، فإن السفينة التي كانت ترفع علم ليبيريا وتُديرها شركة يونانية، تعرضت لهجوم مزدوج بمسيّرات وقذائف صاروخية أطلقت من زوارق حوثية سريعة يومي الاثنين والثلاثاء، ما دمّر قوارب النجاة ودفع الطاقم والقوات الأمنية على متنها إلى القفز في المياه.
ويُعتقد أن الحوثيون احتجزوا بعض الناجين وقدموا لهم رعاية طبية، حسب ما أعلنه المتحدث العسكري باسمهم، بينما اتهمت البعثة الأميركية في اليمن الحوثيين باختطاف عدد من أفراد الطاقم ودعت إلى إطلاق سراحهم فوراً.
تتكوّن طواقم السفينة من 21 فلبينياً وروسي واحد، إلى جانب ثلاثة حراس أمن مسلحين من جنسيات يونانية وهندية، وكان أحدهم من بين الناجين.
وتُعد الوفيات الأربع المبلغ عنها أولى الضحايا المؤكدة لهجمات بحرية حوثية منذ حزيران 2024، في حملة يقول الحوثيون إنها تأتي تضامناً مع
الفلسطينيين في غزة، رغم اتفاق هدنة أُعلن في أيار بين
واشنطن والحوثيين.
ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من استهداف سفينة ماجيك سيز، التي غرقت لاحقاً أيضاً، ما يجدد المخاوف بشأن سلامة الملاحة في واحد من أهم الممرات البحرية لتجارة
النفط والسلع الأولية.
ووفق بيانات "لويدز ليست"، تراجعت حركة السفن عبر
مضيق باب المندب بشكل ملحوظ، فيما ارتفعت أسعار النفط بعد الهجمات إلى أعلى مستوياتها منذ 23 حزيران.
من جانبها، دعت اتحادات الشحن العالمية إلى تحرّك دولي أكثر صرامة لحماية الممرات الملاحية، معتبرة أن الهجمات الحوثية تمثل "استخفافاً بأرواح البحارة المدنيين".
وأكّدت مهمة "أسبيدس" البحرية التابعة للاتحاد
الأوروبي أنها تمكنت من انتشال ستة ناجين فقط حتى الآن، بينما تتواصل عمليات البحث عن المفقودين.