ذكرت "العربية" أنّ
وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، أعلن عن الاتفاق على وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، مؤكداً أن "الجيش السوريّ سيتعامل مع أي استهداف من قبل الخارجين عن القانون".
وتقع محافظة السويداء جنوب شرقي
سوريا، وعُرفت على مدى سنوات بأنها من أكثر المناطق هدوءاً في البلاد، ونجحت لفترة طويلة في البقاء بمنأى عن الاضطرابات الطائفية خلال حكم نظام
بشار الأسد.
لكن مع دخول سوريا مرحلة انتقالية، بدأت السويداء تشهد تحولاً تدريجياً إلى ساحة نزاع مسلح، ووقعت مواجهات دامية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى.
وأشعل فراغ السلطة وصعود الفصائل المحلية وغياب سلطة مركزية فاعلة، العنف في السويداء، في ظل حالة انفلات واشتباكات متكررة، ووسط جهود حكومية لضبط الأوضاع الأمنية وملاحقة المتورطين.
واندلعت أعمال العنف في السويداء في نيسان وأيار الماضيين، ووقعت أحداث عدة، منها انتشار مقطع فيديو طائفي مسيء، نُسب حينها إلى أحد قيادات الطائفة الدرزية، تلتها حوادث سلب وخطف واشتباكات بين مجموعات مسلحة، أكدت السلطات
السورية عدم تبعيتها لها، وبين مسلحين محليين من أبناء المنطقة.
وفتحت المواجهات الباب أمام دخول
إسرائيل على خط الأزمة، حيث شنّت عشرات
الغارات الجوية على مواقع داخل سوريا بزعم حماية الطائفة الدرزية.
وقوبل التدخل
الإسرائيلي برفض واسع من أبناء
الدروز السوريين، وازداد المشهد الميداني والسياسي تعقيداً في السويداء.
وتقول مروة المقبل من محافظة السويداء: "جئتُ إلى هنا لأقف مع مواطني، وأؤكد وحدة سوريا وسيادتها، وأرفض دعوات التقسيم. كما أُدين تصريحات
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي لم تُجِب عليها الرئاسة السورية الجديدة بعد".
ورغم اتفاق بين الحكومة السورية ومشايخ السويداء قضى بضبط الوضع الأمني، فإن الاعتداءات هناك لم تتوقف، واندلع الصراع الأحدث بين مسلحين
دروز وعشائر من البدو، وأسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 30 شخصا، وجرح العشرات، ومقتل عناصر من
الجيش السوري.
واستدعى الوضع تدخلا حكوميا من
وزارة الداخلية السورية التي أرسلت تعزيزات أمنية إلى المحافظة، وتعهدت بمحاسبة المسؤولين عن الأحداث في خطوة تأتي ضمن جهود متواصلة لفرض الاستقرار وتعزيز حضور الدولة في الجنوب السوري. (العربية)