في تحليل نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، طرح كينيث روث، المدير التنفيذي السابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" والأستاذ الزائر في جامعة برنستون، رؤية غير تقليدية بشأن النزاع في غزة، معتبراً أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد يمثل "فرصة نادرة" للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر على القطاع.
وفي سابقة تبدو متناقضة، يرى روث أن
ترامب، رغم سجله الموالي لإسرائيل، هو الوحيد بين الرؤساء
الأميركيين القادر حالياً على ممارسة ضغط حقيقي على الحكومة
الإسرائيلية، تحديداً بسبب استقلاليته عن الجماعات المؤيدة لإسرائيل مثل "أيباك" أو
المسيحيين الإنجيليين، الذين لطالما أثّروا في السياسات الأميركية.
ورغم تجديد ترامب دعمه العسكري لإسرائيل، ومنحه الضوء الأخضر لاستخدام قنابل شديدة التدمير في غزة، فإنه سبق أن ضغط على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار، ما يشير إلى مساحة مناورة قد تُستغل سياسياً.
ويشير روث إلى أن ترامب، بصفته رجل أعمال أولاً، قد يُظهر حساسية تجاه المساعدات المالية الضخمة التي تقدمها
واشنطن لتل أبيب، والتي بلغت أكثر من 22 مليار دولار خلال حرب غزة وحدها، و300 مليار منذ تأسيس إسرائيل. هذا الإنفاق قد يصطدم بطموح ترامب للحد من "الحروب المكلفة"، وهو خطاب يلقى صدى لدى قاعدته الشعبية.
ويرجح كينيث روث أن طموح ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام قد يدفعه نحو دور أكثر إيجابية في الصراع الفلسطيني -
الإسرائيلي، ويؤكد أن الطريق لنيل الجائزة لن يكون عبر دعم الإبادة الجماعية أو فرض نظام فصل عنصري على
الفلسطينيين، بل من خلال خطوات شجاعة نحو إنهاء النزاع، وإعادة إعمار غزة، وفتح الباب أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة.
بحسب المقال، فإن اعتماد نتنياهو على ترامب قد يكون مغامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة أن الأخير شخصية متقلبة يمكن أن تغيّر مواقفها فجأة، كما أن العلاقة بين الرجلين شهدت فتوراً ملحوظاً مؤخراً، رغم محاولات نتنياهو ترشيح ترامب لجائزة نوبل خلال زيارته للبيت الأبيض، في خطوة وصفها الكاتب بأنها "محرجة ومكشوفة".
ويختم روث مقاله بتساؤل جوهري: لماذا لا يستخدم ترامب نفوذه لوقف القصف والتجويع في غزة؟ ولماذا لا يتحول إلى مفاوض حقيقي بدل أن يبقى رهينة تلاعب نتنياهو؟ ويقترح أن استغلال غرور ترامب ورغبته في المجد الشخصي قد يكون، بقدر من الواقعية السياسية، أفضل فرصة للفلسطينيين في المرحلة الراهنة. (24)