Advertisement

خاص

بعد فرضه رسوماً جمركية على روسيا.. لماذا يعتقد بوتين أن خطوة ترامب مجرد خدعة؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
21-07-2025 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1394458-638886865346906242.jpg
Doc-P-1394458-638886865346906242.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أن "رد موسكو على الإنذار الأخير الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي كان استخدام أقوى الأسلحة الدبلوماسية الروسية: الضحك الازدرائي. لقد قوبل تهديد ترامب بفرض عقوبات قاسية ما لم ينه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوه لأوكرانيا خلال خمسين يوما بنوع من الازدراء المسرحي. وسخر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف علنًا من تدخل ترامب يوم الثلاثاء. وأضاف: "نريد أن نفهم بالضبط ما وراء هذا التصريح"."
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "تعهد المسؤولون الروس بمواصلة "تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة"، ولكن بوتين نفسه لم يعلق بعد، ومن ناحية أخرى، فهو لم يكن قط من الأشخاص الذين يقدرون تلقي المحاضرات من أي شخص، وخاصة من رئيس أميركي. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: "إذا رأى الرئيس بوتين ذلك ضروريًا، فسيستجيب حتمًا". قد يبدو هذا التحدي استعراضًا روسيًا تقليديًا، لكن التدقيق يُشير إلى أن ثقة موسكو قد تكون مدروسة أكثر منها تمثيلية".

وتابعت الصحيفة، "كان تغيير موقف ترامب مُلفتًا. فبعد أشهر من التودد إلى بوتين والضغط على أوكرانيا لقبول ما يُعادل الاستسلام، غيّر الرئيس مساره فجأةً يوم الاثنين. وبعد أن سئم ترامب من تعنت بوتين، وعد باستئناف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البضائع من أي دولة تتاجر مع روسيا. نظريًا، يبدو هذا التهديد هائلًا. فستكون صادرات النفط الروسية، شريان الحياة لآلة حرب بوتين، في مرمى النيران. وقد تحرم هذه العقوبات ميزانية موسكو المثقلة أصلًا من ربع إيراداتها تقريبًا، وتسحب خمسة ملايين برميل يوميًا من الأسواق العالمية. ومع ذلك، لم تشهد أسعار النفط أي تراجع يُذكر. ويبدو أن الأسواق تُشارك موسكو تشككها، ولأسباب وجيهة".

وأضافت الصحيفة، "تكمن المشكلة الأساسية في أن الكرملين ومكاتب التداول في سوق الأسهم لا يبدو أنها تفهم كيفية تطبيق هذه التعريفات فعليًا. وهذا ليس مفاجئًا، نظرًا لأن الفكرة بدت وكأنها لفتة سياسية أكثر منها سياسة عملية. إن سجل ترامب الحافل بالمواعيد النهائية لا يُطمئن أولئك الذين يأملون في الوفاء بها. فقد سبق أن قدّم لبوتين إنذاراتٍ نهائية، لكنها لم تكن سوى تهديداتٍ، في حين قصف إيران في الوقت عينه، ولكن بعد إصدار تحذيراتٍ قبلها بفترة وجيزة. وفي شهر آذار، وقع على أمر تنفيذي يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الدول المستوردة للنفط الفنزويلي، وهي الرسوم التي لم تتحقق بعد".

وبحسب الصحيفة، "مهلة الخمسين يومًا بحد ذاتها تُتيح لبوتين فرصةً وحافزًا. إنها فترة كافية لمواصلة هجومه الصيفي الأنجح، وإن كان الأكثر تكلفةً، منذ عام 2023. وبدلاً من السعي إلى السلام الفوري، قد يقرر بوتين الذهاب إلى أبعد مدى، فيكثف قصفه للمدن الأوكرانية بينما يزعزع الدفاعات الأوكرانية. وبحلول شهر أيلول، قد يكون في وضع أفضل يسمح له بعرض وقف إطلاق النار من موقع قوة، أو ربما إقناع نظيره الأميركي بأنه يحتاج إلى المزيد من الوقت فقط لتحقيق أهدافه. وإذا تم تطبيق التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب بالفعل، فإنها ستدمر علاقات أميركا مع بعض الدول المهمة للغاية، وستواجه الصين والهند وتركيا، العملاء الرئيسيين للنفط الروسي، حواجز تجارية باهظة. إن فكرة أن أميركا قد تتوقف ببساطة عن التجارة مع الصين تتحدى الواقع الاقتصادي، كما أصبح واضحا في أعقاب الحرب التجارية التي شنها ترامب في وقت سابق من هذا العام. وبالمثل، يبدو عزل الهند في وقت تحتاج فيه واشنطن إلى دعمها ضد بكين قصر نظر استراتيجي، كما أن قضية تركيا ستطرح سيناريو عبثيًا: فرض عقوبات على حليف في الناتو يُعد تعاونه أساسيًا للمصالح الأميركية في سوريا والقوقاز".

وتابعت الصحيفة، "لعل الأمر الأكثر دلالة هو أن إزالة خمسة ملايين برميل من النفط الروسي من الأسواق العالمية من شأنه أن يؤدي على وجه التحديد إلى إحداث ذلك النوع من الارتفاع في الأسعار الذي ظل ترامب لسنوات يعد بتجنبه. وفي ظل عدم وجود طاقة إنتاجية احتياطية لتعويض النفط الخام الروسي على المدى القصير والمتوسط، سيواجه سائقو السيارات الأميركيون ارتفاعًا حادًا في تكاليف الوقود مع تفاقم التضخم. وبالنسبة لرئيسٍ ركّز حملته الانتخابية على الكفاءة الاقتصادية، سيبدو هذا بمثابة استراتيجيةٍ تُلحق الضرر بالنفس. ومن المفارقات أن تهديد ترامب قد قدّم لبوتين هدية غير متوقعة: فقد أعاق فعليًا جهود الكونغرس لفرض عقوبات أشدّ صرامة. فقد أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، يوم الاثنين أنه سيؤجل طرح حزمة عقوبات مشتركة بين الحزبين، والتي حظيت بدعم 85 عضوًا في مجلس الشيوخ".

وختمت االصحيفة، "قد يكون استهزاء موسكو مُبررًا. فقد سبق لبوتين أن كشف خدعة ترامب وخرج منتصرًا. ومع استغلال الواقع الاقتصادي والقيود السياسية والمصالح الاستراتيجية الأميركية لصالحه، ربما يكون الرئيس الروسي قد حسب أنه يستطيع السخرية من إنذار أميركي آخر. والسؤال ليس ما إذا كان بوتين سيتراجع، بل ما إذا كانت تهديدات ترامب ستكون أكثر جدية من مواعيده النهائية السابقة. ثقة موسكو توحي بأنها تعرف الإجابة". 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban