جمود كبير.. ماذا تشهد إيران حالياً؟

تحدّثت تقارير فرنسيّة عن أنّ إيران تعاني بعد حربها الأخيرة مع إسرائيل، من جمود داخلي وتصاعد للقمع وسط أزمات اجتماعية خانقة.

وتقول التقارير إنّ إيران ما زالت تعاني من حالة من الجمود العام، وسط تداعيات نفسية واقتصادية واجتماعية متفاقمة، في وقت بات فيه المواطنون يواجهون مستقبلاً غامضاً يفتقد إلى الأفق.

ويقول تقرير نشرته صحيفة "ليبراسيون" إنَّ الغالبية العظمى من الإيرانيين يعيشون اليوم تحت ضغط نفسي هائل، ترافقه مشاعر خوف وقلق من قمع داخلي متصاعد، عقب ما عُرف بـ"حرب الاثني عشر يوماً"، إذ بدأت السلطات بحملات اعتقال، وترحيل لاجئين أفغان، وتشديد أمني واسع شمل قطع الإنترنت والتشويش على أنظمة الملاحة GPS، ما أثّر سلباً على حياة المواطنين اليومية.

ويشير محللون إلى أن هذه الحرب لم تكشف فقط هشاشة الاقتصاد الإيراني، بل أيضاً حدود الطموحات الإقليمية للنظام. وبينما ترتفع في الشارع نبرة القومية بدلاً من الشعارات الدينية، يرى مراقبون أن النظام يستغل هذه النزعة الوطنية لتثبيت شرعيته، خاصة في ظل عجزه عن الرد بفعالية على إسرائيل.

مع هذا، يحذر خبراء من أن هذا التحول في الخطاب الرسمي ليس إلا استراتيجية مؤقتة، مؤكدين أن النظام قد يوجه غضبه قريباً إلى الداخل.

ويُخشى من تصعيد قمعي على خلفية مشروع قانون جديد "لتشديد العقوبات على الجواسيس"، وسط دعوات من متشددين لتنفيذ حملات تطهير وإعدامات جماعية.

اقتصادياً، يعيش السوق الإيراني واحدة من أسوأ مراحله منذ سنوات، إذ تراجعت بورصة طهران بنسبة 10% خلال أسبوع بعد إعادة فتحها، بينما هربت الاستثمارات من السوق، وانهارت شركات السياحة والطيران بسبب إغلاق الأجواء.

ويؤكد خبراء اقتصاديون أن محاولات ضخ الأموال الحكومية في السوق لم تُسهم إلا في تعميق التضخم، وسط تهديدات إسرائيلية وأميركية، وتصعيد إيراني ضد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يزيد من حالة الغموض السياسي والاقتصادي.

وفي ظل هذه الأوضاع، يرى توماس هوفنونغ، رئيس القسم الدولي في صحيفة "لا كروا"، أن النظام الإيراني بات أكثر هشاشة من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن التغيير الحقيقي يجب أن يأتي من داخل الشعب، خاصة في ظل استمرار تأثير حركة "المرأة، الحياة، الحرية" التي كشفت عن عمق المعارضة الشعبية. (24)