الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة كامتشاتكا في المحيط الهادئ، الأربعاء الماضي، بقوة 8.8 درجات على مقياس ريختر، أثار موجة من التفاعل في الأوساط الآسيوية، بعد أن ربط روّاد
مواقع التواصل الاجتماعي ما حدث بنبوءة وردت في كتاب مانغا ياباني نُشر عام 2021، توقّعت حدوث "زلزال مدمر" في
تموز 2025.
وبحسب شبكة CNN، تجاوز عدد الباحثين عن مصطلح "النبوءة" على الإنترنت في
الصين وحدها المليون مستخدم، فيما اجتاح وسم "#تاتسوكي_تنبأت" على منصات التواصل، خاصة بعد أن تسببت الكارثة في موجات تسونامي امتدت آثارها إلى 17 دولة.
المانغا المعنية هي "
المستقبل الذي رأيته"، والتي أطلقتها الرسامة اليابانية ريو تاتسوكي لأول مرة عام 1999، ثم أعادت إصدارها بنسخة موسعة عام 2021. تضمنت النسخة الأولى تحذيرًا من زلزال كارثي في آذار 2011، وهو ما تحقق بالفعل حينها مع زلزال توهوكو المدمر.
وفي إصدارها الجديد، زعمت تاتسوكي أن زلزالًا كبيرًا سيضرب في 5 تموز 2025 بمنطقة بحر الفلبين، متسببًا في أمواج تسونامي "تفوق بثلاثة أضعاف" تلك التي ضربت فوكوشيما في 2011. ومع وقوع زلزال كامتشاتكا هذا الأسبوع، عاد الحديث مجددًا عن صدقية هذه "النبوءة".
وهكذا تحوّلت مانغا تاتسوكي، منذ بداية 2025، إلى ظاهرة ثقافية في دول شرق آسيا، خاصة مع تصاعد التوترات الجيولوجية. وذكرت "
سي إن إن" أن بعض السياح قرروا إلغاء رحلاتهم إلى اليابان خوفًا من تحقق "التوقع"، ومنهم السائحة
الصينية "وانغ" التي قالت إنها لن تزور اليابان "حتى ينتهي هذا العام".
ورغم أن زلزال كامتشاتكا وقع على بُعد آلاف الكيلومترات من الموقع الذي حددته تاتسوكي في نبوءتها، إلا أن مشاعر القلق لم تهدأ، خصوصًا أن المانغا تضمنت تنبؤات أخرى مثل وفاة الأميرة ديانا وفريدي ميركوري، ما زاد من اعتقاد البعض بامتلاكها "قدرة تنبؤية".
من جهتهم، حذّر علماء الزلازل من الانجرار وراء تنبؤات غير علمية، فيما دعت تاتسوكي نفسها، في مقابلات سابقة، إلى عدم أخذ ما تكتبه بشكل حرفي، قائلة: "أحلامي لا يجب أن تُؤخذ كحقائق".
ورغم محدودية آثار تسونامي كامتشاتكا حيث لم تتجاوز أعلى موجة في اليابان 1.3 متر، إلا أن الحذر لا يزال سيد الموقف، خاصة مع تحذيرات الحكومة اليابانية المتكررة من احتمال وقوع زلزال مدمر في خندق نانكاي خلال الثلاثين عامًا المقبلة.
ورأى البعض أن هذه التنبؤات، رغم شكوكهم في مصداقيتها، ساهمت في رفع الوعي بمخاطر
الكوارث الطبيعية. وكتب أحد المستخدمين على تطبيق صيني: "بفضل تحذير تاتسوكي، بدأ الناس يستعدون للطوارئ ويتعلّمون كيف يواجهون الزلازل، وهذا أمر إيجابي في حد ذاته". (سكاي نيوز)