Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Guardian" يتحدث عن تهديد أكبر من القنابل لأوكرانيا.. هذا ما كشفه

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
14-08-2025 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1404532-638907647056287547.png
Doc-P-1404532-638907647056287547.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية أنه "خلال لقائهما يوم الجمعة في ألاسكا، لدى كلا الزعيمين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين دوافع تدفعهما إلى التظاهر بإمكانية تسوية مصير أوكرانيا بشكل حاسم من دون مشاركة أي أوكراني على طاولة المفاوضات. لكن هذا لا يعني أن الأمر كذلك".
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "بالنسبة للرئيس الأميركي، هذا مشروعٌ قائمٌ على الغرور الشخصي. لقد وعد بإنهاء الحرب خلال أيامٍ من عودته إلى البيت الأبيض. إن استمرار الأعمال العدائية بعد سبعة أشهر من تنصيبه يُمثّل إهانةً لصورته الذاتية كصانع صفقاتٍ عالميّ بارع. من جانبه، كان بوتين يعتقد سابقًا أن الحرب يمكن أن تنتهي بسرعة، فشنّ غزوه الشامل في شباط 2022، متوقعًا سقوط كييف في غضون أسابيع. وعندما أحبطت المقاومة الأوكرانية تلك الخطة، لجأ الرئيس الروسي إلى استراتيجية استنزاف طويلة الأمد، معتمدًا على تفوق عددي للقوات والقصف الجوي لتقويض قدرة أوكرانيا على البقاء كدولة ذات سيادة. لقد استعدت القاعدة الصناعية الروسية والرأي العام لحرب أبدية، ويتباهى دعاة الكرملين بالقدرة العسكرية اللامحدودة للبلاد، بينما يواصل القادة الروس وعودهم باختراق خطوط العدو وبدء الاستسلام الذي طال انتظاره". 

وتابعت الصحيفة، "يتعين على بوتين أن يؤمن بحتمية الهزيمة الأوكرانية لأن أي سيناريو آخر، حتى وقف إطلاق النار الذي يسمح له بالاحتفاظ بالأراضي التي استولى عليها حتى الآن، يترك المهمة التاريخية التي حددها لنفسه دون تحقيق. وسوف يظل يحمل في نفسه ضغينة انتقامية طالما ظل فولوديمير زيلينسكي رئيسًا لبلد يتمتع بالحرية في تسليح نفسه وملاحقة سياسة مستقلة للتكامل مع الديمقراطيات الأوروبية الأخرى. أي حدود أو معاهدة تمنع الكرملين من إملاء التوجه الاستراتيجي لأوكرانيا غير شرعية في نظر بوتين. هذا لن يمنعه من توقيع أوراق كحلٍّ تكتيكي. يُقرّ الرئيس الروسي بأنه اختبر صبر نظيره الأميركي. فلقد خسر الأرض أمام زيلينسكي في المنافسة على صياغة تفسير ترامب لسبب استمرار الحرب عندما دعا إلى السلام".

وأضافت الصحيفة، "لقد تعافى الرئيس الأوكراني من الإذلال الذي تعرض له على شاشة التلفزيون في البيت الأبيض في شباط، عندما تعرض لانتقادات بسبب نكران الجميل وإلقاء اللوم عليه بسبب التحريض على غزو بلاده. ولكن في الوقت عينه، فإن الدبلوماسية الماهرة، المدعومة من زعماء حلف شمال الأطلسي الذين تعهدوا بدفع الفواتير العسكرية لكييف، نجحت في كسب اعتراف ترامب بأن الأمور ربما كانت أكثر تعقيدا مما كان يعتقد في السابق، وأن بوتن كان ميالا إلى "الهراء"، وأن اهتمامه المعلن بالسلام يتناقض مع حجم القنابل التي ظل يسقطها على المدنيين الأوكرانيين".

وبحسب الصحيفة، "يُعقد مؤتمر ألاسكا لأن ترامب بدأ بتحديد مواعيد نهائية لوقف إطلاق النار وتهديد موسكو بفرض عقوبات. في الواقع، كان على بوتين أن يُظهر استعدادًا للتنازل. لقد حسب أن مشهد القمة، إلى جانب بعض الإشارات الغامضة الماكرة حول "تبادل الأراضي"، من شأنه أن يجذب ثقة ترامب وإيمانه بأن هناك صفقة جاهزة للتنفيذ. سيستغل بوتين هذه المواجهة لتأطير الصراع بمصطلحات تتوافق مع قراءة ترامب المشوهة والجاهلة تاريخيًا للقصة، إنها النسخة التي يخدع فيها زيلينسكي جو بايدن، وهو في سن الشيخوخة، ليُهدر ثروات الولايات المتحدة في رهان خاسر مجنون. سيقول بوتين إن الحرب على وشك الحسم على أي حال، لا يمكن لأوكرانيا أن تنتصر، لكنها قادرة على استدراج حلفائها إلى إهدار المال الجيّد تلو السيء. كما وسيرسم مستقبلًا لعلاقات تجارية مربحة بين قوتين عظميين، تعرّضت صداقتهما المحتملة للتخريب على يد مقاطعة أوروبية مارقة، لا تُعتبر حتى دولةً حقيقية. كما وسيصرّ على "نزع السلاح" الأوكراني، مما يضمن عمليًا تعرّض البلاد لأي توغل مستقبلي، ويصف ذلك بأنه ضروري لأمن روسيا".

ورأت الصحيفة، "ليس من الضروري أن يقع ترامب في نشوة عاطفية أمام بوتين ليجعل القمة ناجحة لروسيا. سيقع الضرر إذا خرج من المفاوضات وهو يردد حجج الكرملين. يخشى حلفاء أوكرانيا الأوروبيون أن يُعلن بوتين بفخرٍ عن اقتراحٍ لوقف إطلاق النار بشروطٍ لا يمكن لزيلينسكي قبولها. حينها، سيزعم بوتين أنه حاول التفاوض على السلام، وأن التعنت الأوكراني وحده هو ما يُطيل أمد الحرب. إن سيناريوهات أقل قتامة ممكنة. قد يتبيّن أن ثقة الزعيم الروسي في تحقيق اختراق ميداني وشيك في غير محلها. ربما يُبالغ في تقدير قدرة روسيا الاقتصادية على الصمود في وجه العقوبات، وقد يجد يومًا ما أن الروس العاديين يفقدون رغبتهم في التضحية بجيل من الشباب من أجل هدف الخلاص الوطني الذي يتلاشى تدريجيًا في الأفق".

وبحسب الصحيفة، "عندما تتغير الحوافز الاقتصادية والسياسية المحلية، سيُولي بوتين اهتمامًا جديًا لوقف إطلاق النار. وتتمثل مهمة حلفاء أوكرانيا في تسريع هذه اللحظة من خلال الحفاظ على أقصى قدر من الدعم العسكري لكييف والضغط المالي على موسكو. وحتى في هذه الحالة، من الواقعي أن تُبقي التسوية بعض الأراضي الأوكرانية تحت الاحتلال الروسي الدائم بحكم الأمر الواقع، خلف خطوط مُحصّنة بشدة. في الوقت الحالي، يكمن التحدي الذي يواجه زيلينسكي وحلفاءه في التعامل مع رئيس أميركي يتحدث عن الحرب والسلام بعبارات منفصلة عن أي سياق أخلاقي أو تاريخي أو استراتيجي. لا يُفرّق ترامب بين تسوية تسمح لأوكرانيا بالازدهار كدولة مستقلة وتسوية تُرضي رغبة رئيس روسي عازم على الغزو. يُقدّر ترامب نوعين من الصفقات: تلك التي تزيده ثراءً، وتلك التي تُمكّنه من التنعّم بمكانة صانع صفقاتٍ عظيم. وإذا كان يعتقد أن هذه المزايا مُتاحة له بالتخلي عن حلفاء أميركا ومصالحها، فلا داعي للاعتقاد بأنه لن يُقدم على ذلك".

وختمت الصحيفة، "سيكون هذا هدف بوتين في ألاسكا. ليس لديه أي نية لإنهاء الحرب لمجرد أن البيت الأبيض يطالب بذلك، لكنه يعلم أنه يجب عليه التظاهر بالرغبة في السلام، ويعلم أن أفضل أمل له في هزيمة أوكرانيا هو التلاعب بترامب لدفع كييف نحو الاستسلام".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban