تتجه الأنظار إلى ألاسكا حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم، في أول قمة بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لمناقشة إنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ 43 شهراً. القمة، التي أُعلن عنها قبل أسبوع فقط، تثير قلقاً في كييف والعواصم الأوروبية خشية أن تحدد مستقبل حدود أوكرانيا وأمن أوروبا دون مشاركة أوكرانية أو أوروبية فاعلة.
ترامب جعل إنهاء الصراع أولوية في سياسته الخارجية، مراهناً على علاقته ببوتين وقدرته على عقد الصفقات. لكن تصريحاته حول احتمال تبادل الأراضي زادت المخاوف من اعتراف محتمل بالسيطرة الروسية على مناطق أوكرانية.
القادة الأوروبيون والأوكرانيون سعوا للقاء ترامب قبيل القمة لضمان مراعاة مصالحهم، فيما أشاد بوتين بجهود ترامب، وهو ما اعتبره محللون مكسباً سياسياً لموسكو دون تقديم تنازلات.
خبراء مثل أندريا كيندال تايلور وأولغا توكاريوك حذروا من سيناريوهات تجبر أوكرانيا على تقديم تنازلات إقليمية بلا ضمانات أمنية، أو من إعادة صياغة موقف ترامب ليحمّل كييف مسؤولية تعثر السلام. وفي المقابل، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ترامب طمأن الحلفاء بأن
القضايا الإقليمية لن تُبحث إلا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ورغم تحذير ترامب لروسيا من "عواقب وخيمة" إن لم توقف الحرب، لا تزال الفجوة واسعة بين المواقف الروسية والأوكرانية بشأن الأراضي والأمن، ما يجعل التوصل إلى اتفاق سلام شاملاً في هذه المرحلة أمراً بعيد المنال.
وقال ترامب إن هدفه من قمة السلام مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، المقررة الجمعة في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون العسكرية بمدينة أنكوريج بولاية ألاسكا، هو "إنقاذ أرواح الأوكرانيين والروس" وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ترامب لمّح إلى إمكانية بحث منح
روسيا حق الوصول إلى المعادن النادرة كحافز، مشيراً إلى أن صفقة كهذه قد تعوّض
الولايات المتحدة عن تكاليف دعمها لأوكرانيا عبر الناتو. وأكد أن القمة "مهمة للغاية" لكنها ليست الأكثر حسماً، معتبراً أن لقاء لاحق يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيكون الأهم.
من جانبه، أعلن بوتين مشاركته في القمة، مشيداً بما وصفه بـ"الجهود الصادقة" من إدارة ترامب لوقف الأعمال القتالية، وأعرب عن أمله في أن تؤسس المحادثات لسلام طويل الأمد، مشيراً إلى إمكان التطرق لاحقاً إلى اتفاقيات لضبط الأسلحة الاستراتيجية.
القمة ستبدأ بلقاء ثنائي بين ترامب وبوتين، يليه اجتماع موسع للوفود يضم خمسة أعضاء من كل طرف، يعقبه مؤتمر صحفي مشترك. وتنعقد بالقرب من موقع تاريخي يضم رفات طيارين سوفييت قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية في إطار برنامج الإعارة والتأجير، في إشارة رمزية إلى تعاون سابق بين البلدين.
وقبيل القمة، التقى زيلينسكي رئيس الوزراء
البريطاني كير ستارمر في لندن لإظهار دعم
المملكة المتحدة لأوكرانيا، بعد استبعاده من الحضور في ألاسكا.