مع قبول حماس مؤخرًا اقتراحًا مصريًا لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى، عادت الكرة إلى ملعب إسرائيل. فكيف سيختار نتنياهو المضي قدمًا؟
تواجه إسرائيل مأزقا كبيرا بعد أن أفادت التقارير بأن حماس وافقت على شروط الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار المؤقت في الحرب في غزة.
في الأسبوع الماضي، غيّر رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقف إسرائيل وطالب بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن الخمسين المتبقين. تزامنت هذه الخطوة مع إعلان نتنياهو عزم إسرائيل على احتلال مدينة غزة ومناطق أخرى من القطاع، سعيًا لزيادة الضغط على الحركة.
أثناء زيارته للجنود على حدود غزة يوم الاثنين، تطرق نتنياهو إلى التقارير. وقال: "مثلكم، أسمع التقارير الإعلامية. هناك استنتاج واحد من هذه التقارير: حماس تتعرض لضغط نووي".
سارعت حكومات العالم إلى إدانة إعلان إسرائيل. وأعلنت عدة دول فرض عقوبات على إسرائيل ومسؤوليها. وداخل إسرائيل، نظمت أحزاب المعارضة مظاهرات، محذرة من أن الخطة ستُعرّض حياة الرهائن العشرين، الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة ومحتجزين في غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول 2023، للخطر.
ورأت صحيفة "جيروزالم بوست" أنّه أدى استعداد حماس السابق للنظر في اتفاق جزئي - إطلاق سراح نصف الرهائن مقابل وقف إطلاق نار مؤقت - إلى تعقيد الأمور. على نتنياهو الآن أن يقرر ما إذا كان سيرفض مثل هذا الاتفاق، ويراهن على أن احتلال مدينة غزة سيجبر حماس على الاستسلام. كما أن عائلات الرهائن منقسمة. يعتقد البعض أن الضغط العسكري المكثف سيعيد أحباءهم إلى ديارهم، بينما يخشى آخرون أن يُودي بهم ذلك إلى الموت داخل الأنفاق تحت المدينة.
بالتوازي، قال الدكتور أفنير ساعر، خبير مفاوضات الأزمات والمحاضر في كلية الجليل
الغربي، لصحيفة ميديا لاين: "على إسرائيل أن تقرر أي الساعات التي تدق هي التي تُعرّضها لأكبر قدر من الضغط". وأضاف: "هناك ضغط لإنقاذ الأرواح، وضغط داخلي
في إسرائيل مع تنامي الانقسام الداخلي، وضغط دولي متزايد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة لإنهاء الحرب".
وأضاف ساعر أن "إسرائيل بحاجة إلى إيجاد التوازن واتخاذ القرارات بناء على الاستراتيجية التي قررت اتباعها".
وتابعت الصحيفة:" صرح مسؤولون إسرائيليون، لم يُكشف عن هويتهم، لوسائل إعلام محلية يوم الثلاثاء بأن موقف إسرائيل لم يتغير. وتواصل الحكومة السعي للتوصل إلى اتفاق شامل يشمل إبعاد قيادة حماس عن غزة ونزع سلاح الحركة بالكامل.
حظي هذا الموقف بدعم الرئيس الأميركي
دونالد ترامب يوم الاثنين. ونشر على
مواقع التواصل الاجتماعي: "لن نرى عودة بقية الأسرى إلا بعد مواجهة حماس وتدميرها! كلما أسرعنا في ذلك، زادت فرص النجاح".
تابعت:" لم يستبعد نتنياهو، علنًا على الأقل، التوصل إلى اتفاق جزئي. يتهمه كبار أعضاء الائتلاف بالتهرب من موقف واضح، زاعمين أنه يستغل التهديد بالتصعيد لانتزاع تنازلات. وتشير التقارير إلى أن الاتفاق الجزئي سيشهد إطلاق سراح الرهائن العشرة المتبقين في مرحلة ثانية، تليها مفاوضات لإنهاء الحرب بشكل دائم. قالت بيتي لاهف، المسؤولة السابقة في مصلحة السجون
الإسرائيلية، والتي أدارت سجونًا شديدة الحراسة وقادت عمليات استخباراتية، لصحيفة "ذا ميديا لاين": "إسرائيل متعثرة، ونتنياهو لم يُصرّح صراحةً بأنه لن يتم التوصل إلى اتفاق جزئي". وأضافت: "حماس ترى الجيش الإسرائيلي يزحف نحو مدينة غزة، فتُبدي استعدادها فجأةً للتفاوض على اتفاق جزئي، لكن هذا فخٌّ مُميت سيُكلف إسرائيل أرواح العديد من جنودها، ويُحكم على الرهائن المتبقين بالإعدام".
وقال:" إن الاستيلاء على مدينة غزة ينطوي على مخاطر جمة. يُعتقد أن العديد من الرهائن الناجين محتجزون هناك، بينما يُرجح أن حماس جهزت المنطقة بالمتفجرات تحسبًا لهجوم إسرائيلي. طوال المفاوضات، أصرت إسرائيل على الحفاظ على منطقة أمنية داخل غزة. ترفض حماس أي وجود إسرائيلي بعد انتهاء الحرب. حتى الآن، لم يكن من الممكن التوصل إلا إلى اتفاقات جزئية، مما يُؤخر الصراع الأوسع حول مستقبل غزة". (jp)