استقرت أسعار النفط يوم الجمعة دون تغييرات كبيرة، بعدما تراجعت الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام وشيك بين
روسيا وأوكرانيا، ما وضع الأسعار على مسار تحقيق أول مكاسب أسبوعية لها منذ ثلاثة أسابيع.
وسجلت عقود خام برنت استقرارًا عند 67.67 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:08 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي (WTI) بمقدار 9 سنتات، أو ما يعادل 0.1%، لتصل إلى 63.61 دولار.
وكان العقدان قد سجلا مكاسب بأكثر من 1% في الجلسة السابقة، إذ ارتفع برنت حتى الآن هذا الأسبوع بنسبة 2.8%، في حين صعد خام غرب تكساس 1.4%. وقال المحلل في السلع الأساسية لدى بنك "يو بي إس" جيوفاني ستاونوفو: "الجميع ينتظر الخطوة التالية من الرئيس
ترامب، ويبدو أنه في الأيام المقبلة لن يحدث شيء".
وقد استمرت الحرب التي دخلت عامها الرابع هذا الأسبوع بلا توقف، حيث شنت روسيا يوم الخميس هجومًا جويًا بالقرب من الحدود
الأوكرانية مع
الاتحاد الأوروبي، بينما أعلنت
أوكرانيا أنها استهدفت مصفاة نفط روسية ومحطة ضخ النفط في أونيشا، وهي جزء حيوي من خط أنابيب "دروجبا" الذي يمد
أوروبا بالنفط الروسي. وقالت المجر إن عمليات الضخ عبر هذا الخط قد توقفت.
ويحاول ترامب ترتيب قمة بين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إطار مساعيه للتوصل إلى اتفاق سلام، لكن ترتيب مثل هذا اللقاء يبدو صعبًا، حيث يواجه النقاش حول الضمانات الأمنية عقبات، بحسب محللي "ING" في مذكرة للعملاء يوم الجمعة. وأضافوا أن احتمالية تراجع فرص وقف إطلاق النار تعني ارتفاع احتمالية فرض عقوبات أميركية أشد على روسيا.
وفي الأثناء، عرض مخططون أميركيون وأوروبيون خيارات عسكرية على مستشاريهم للأمن القومي عقب أول لقاء مباشر بين قادة
الولايات المتحدة وروسيا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وطالب بوتين، وفقًا لمصادر تحدثت إلى رويترز، بأن تتخلى أوكرانيا عن كامل إقليم دونباس الشرقي، وتتنازل عن طموحات الانضمام إلى "الناتو"، وأن تمنع القوات الغربية من دخول أراضيها. في المقابل، تعهد ترامب بحماية أوكرانيا في إطار أي اتفاق ينهي الحرب، بينما رفض زيلينسكي فكرة الانسحاب من الأراضي الأوكرانية المعترف بها دوليًا.
تراجع أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الأميركية
كما وجدت أسعار النفط دعما في الانخفاض الأكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية خلال الأسبوع الماضي، ما يشير إلى قوة في الطلب. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء إن المخزونات تراجعت بمقدار 6 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 15 آب، بينما كان المحللون يتوقعون تراجعًا بمقدار 1.8 مليون برميل فقط.
لكن بيانات اقتصادية ضعيفة من ألمانيا يوم الجمعة حدت من تأثير هذه الأرقام، حيث أظهرت انكماش الاقتصاد الأكبر في أوروبا بنسبة 0.3% في الربع الثاني، ما أثار مخاوف بشأن الطلب على النفط.
وينتظر المستثمرون أيضًا إشارات من مؤتمر "جاكسون هول" الاقتصادي في وايومنغ حول خفض محتمل لأسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل، وقد انطلق الاجتماع السنوي لكبار محافظي البنوك المركزية يوم الخميس، ومن المقرر أن يلقي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول كلمة يوم الجمعة. ومن شأن خفض أسعار الفائدة أن يحفز النمو الاقتصادي ويزيد الطلب على النفط، ما قد يدعم الأسعار.