ذكر موقع "National Security Journal" الأميركي أنه "في السوق العالمي للدبابات القتالية الرئيسية، تحتل الدبابة الأميركية M1 Abrams مكانة أسطورية بجدارة، وهي مزيج لا مثيل له من السرعة والقوة النارية والدروع. لعقود من الزمن، ظلت الدبابة الأميركية هي الملك بلا منازع في ساحة المعركة. ومع ذلك، في خضم صراعات العصر الحديث الوحشية وغير المتكافئة، صُنعت دبابة أخرى، مصممة ليس فقط للسيطرة، بل للصمود أيضًا. هذه الدبابة هي الميركافا 4 (Merkava IV) الإسرائيلية". 

وبحسب الموقع، "إن مقارنة الميركافا بالدبابات الأخرى بناءً على المقاييس التقليدية تُغفل جوهر المسألة. فهي ليست الأسرع، ولا تمتلك أقوى مدفع. ومع ذلك، عند قياسها بالمعيار الأهم حقًا، وهو بقاء طاقمها، فإن دبابة الميركافا 4 هي بلا شك أفضل دبابة مصممة على وجه الأرض. إنها قلعة تزن 70 طنًا، وملجأ متنقل للقنابل، ومفترس قاتل. إنها نتاج أمة لا تستطيع أن تخسر جنديًا واحدًا، وهذه الفلسفة مدمجة في كل درع من دروعها".

وتابع الموقع، "على عكس الدبابات الأميركية أو الأوروبية المصممة لاشتباك افتراضي في سهول ألمانيا، تم تصميم الميركافا في أعقاب حرب "يوم الغفران" عام 1973، وهو الصراع الذي عانى فيه سلاح المدرعات الإسرائيلي من خسائر كارثية. وقد أدت هذه التجربة المروعة إلى فلسفة تصميم جذرية أعطت الأولوية لشيء واحد فوق كل شيء آخر: قدرة الطاقم على البقاء. ويتجلى هذا جليًا في الميزة الفريدة غير التقليدية للميركافا: محركها الأمامي. ففي كل دبابة أخرى تقريبًا في العالم، يكون المحرك في الخلف. ومن خلال وضع المحرك الضخم وكتلة ناقل الحركة في مقدمة الدبابة، أعطى المصممون الإسرائيليون أطقمهم طبقة إضافية من الآلات الكثيفة والمعقدة لامتصاص تأثير صاروخ مضاد للدبابات أو صاروخ آر بي جي قد يستهدفهم". 

وأضاف الموقع، "على سبيل المثال، حين يُطلق العدوّ صاروخًا على مقدمة دبابة ميركافا، يجب أن تُدمر الطلقة أولًا الدرع المركب المعياري المتطور للدبابة. إذا نجحت في الاختراق، فيجب عليها بعد ذلك تمزيق كتلة المحرك التي يبلغ وزنها طنين قبل أن تتمكن من الوصول إلى حجرة الطاقم. وفي عدد لا يحصى من الاشتباكات الحقيقية في لبنان وغزة، كانت هذه الميزة التصميمية تعني الفارق بين دبابة معطلة وطاقم ميت. ويتم التضحية بالدبابة حتى يتمكن الجنود من العيش للقتال في يوم آخر، وهي حسابات لا يمكن أن تقوم بها إلا أمة في حالة صراع وجودي مستمر".

وبحسب الموقع، "رغم أن الحماية التي توفرها دبابة ميركافا ثورية، إلا أن عبقرية الدبابة تكمن في قدرتها على إزالة التهديدات قبل أن تتمكن حتى من لمس الدبابة. كانت دبابة ميركافا أول دبابة في العالم مجهزة بنظام حماية نشط عملي (APS)، وهو نظام تروفي الأسطوري الآن. ونظام تروفي هو تحفة تكنولوجية، يستخدم سلسلة من الرادارات الصغيرة المسطحة لإنشاء فقاعة حماية بزاوية 360 درجة حول الدبابة. عندما يكتشف النظام صاروخًا أو قذيفة مقبلة، يحسب مسارها على الفور، وفي اللحظة الأخيرة الممكنة، يطلق دفعة ضيقة من الكريات المعدنية تشبه البندقية لتدمير المقذوف في الهواء، على بعد أقدام من الهيكل. هذا النظام يجعل دبابة وزنها 70 طنًا غير مرئية فعليًا لأسلحة مكافحة الدبابات الأكثر شيوعًا في ساحة المعركة". وبينما تسارع دول أخرى لتقليد هذه التقنية، تُحسّن إسرائيل استخدامها في القتال منذ أكثر من عقد".

وتابع الموقع، "رغم تصميمها الدفاعي، تُعدّ ميركافا 4 سلاحًا هجوميًا فعالًا للغاية. مدفعها الرئيسي الأملس عيار 120 مم سلاح قوي ودقيق للغاية، قادر على تدمير أي مركبة مدرعة في ساحة المعركة. لكن ما يميزها هو قدرتها على إطلاق صاروخ LAHAT (صاروخ مضاد للدبابات موجه بالليزر) من خلال ماسورة مدفعها الرئيسية. وهذا يمنح الميركافا القدرة على توجيه ضربات طويلة المدى وعالية الدقة، وهو ما لا تمتلكه سوى عدد قليل من الدبابات الأخرى. كما وأنها قادرة على إصابة أهدافٍ من مسافاتٍ بعيدةٍ جدًا عن المدى الفعال لمدافع الدبابات التقليدية، بما في ذلك المروحيات المنخفضة التحليق. ويستطيع الطاقم إطلاق الصاروخ ثم استخدام جهاز تحديد الليزر الخاص بالدبابة على الفور لتوجيهه إلى هدفه، أو توجيهه بواسطة طائرة من دون طيار أو قوات برية. علاوة على ذلك، يتضمن تصميم الميركافا حجرة خلفية يمكنها حمل فرقة صغيرة من المشاة أو استخدامها لإجلاء الجنود الجرحى من ساحة المعركة. هذا يُحوّل الدبابة إلى منصة متعددة الأدوار بحق، إنها ميزة نابعة من دروس القتال في المناطق الحضرية، حيث يُعدّ التآزر بين الدبابات والمشاة مسألة حياة أو موت".

وختم الموقع، "في حين تظل دبابة M1 Abrams هي ملكة حرب الدبابات التقليدية، فإن دبابة ميركافا 4 هي وحش فريد من نوعه ويمكن القول إنها متفوقة".