انتقد مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، سياسة الرئيس
دونالد ترامب تجاه حرب
أوكرانيا، وذلك بعد مداهمة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" لمنزله ومكتبه في منطقة
واشنطن يوم الجمعة الماضي.
وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن إكزامينر"، وصف بولتون مداهمة منزله ومكتبه بأنها "غير متماسكة"، مشيراً إلى أن سياسة
ترامب تجاه أوكرانيا لم تكن أكثر تنظيماً أو وضوحاً يوم الجمعة، مقارنة بالوقت الذي نفذت فيه هذه المداهمات. وأضاف أن المفاوضات تنهار وسط ارتباك وعجلة، وقد تكون في لحظاتها الأخيرة، كما هو حال حملة ترامب من أجل جائزة نوبل للسلام.
وأوضح بولتون أن الإدارة حاولت إخفاء هذا الارتباك خلف منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى مقارنة ترامب لتوجيه أصابع الاتهام إلى
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما فعله
نائب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون خلال "مناقشة المطبخ" الشهيرة مع خروتشوف. وأضاف بولتون أن سبب مقارنة ترامب غير واضح، لكنه أشار إلى أن ذلك يوضح حجم الفوضى في السياسة الأميركية.
كما أشار بولتون إلى أن ترامب كان يؤكد أن أوكرانيا لا يمكنها تحقيق النصر إلا بشن هجمات داخل
روسيا، في الوقت الذي منعت فيه وزارة دفاعه كييف من تنفيذ ضربات صاروخية، وهو ما عارض سياسة إدارة بايدن. واعتبر بولتون أن تسارع الغضب الذي أبداه ترامب الأسبوع الماضي لحل الصراع الأوكراني الروسي كان واحداً من عدة أخطاء كبيرة، مما صعّب احتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو اتفاق سلام شامل.
ويذكر أن بولتون شغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب الأولى لمدة عام ونصف، قبل أن يغادر في 2019 بعد خلاف حاد مع الرئيس. وتهدف التحقيقات في مداهمة منزله ومكتبه إلى معرفة ما إذا كان بولتون قد شارك أو امتلك معلومات سرية بشكل غير قانوني، أو أساء التعامل معها.
وأكد بولتون في 2020 أنه لم يحتفظ بأي وثائق سرية بعد مغادرته
البيت الأبيض، وأنه أتلف جميع الملاحظات الخاصة بعمله هناك.