يشهد اليوان الصيني مسارًا صاعدًا يضعه مجددًا في قلب المعادلة الاقتصادية العالمية، في وقت يتعرض فيه الدولار الأميركي لضغوط متزايدة بسبب الديون وأعباء السياسة النقدية.
ارتفعت قيمة اليوان بنسبة 2.3% هذا العام ليصل إلى 7.14 مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى منذ فوز
دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية. هذه القفزة، بحسب الخبراء، ليست محض صدفة، بل تحمل رسائل سياسية لبكين وواشنطن في خضم الحرب التجارية المستمرة.
الصعود يعكس عوامل عدة: تراجع الدولار على خلفية توقعات بخفض الفائدة الأميركية، صلابة الأسس الاقتصادية
الصينية، نمو الصادرات رغم التوترات، وزيادة ثقة المستثمرين بالأصول المقومة باليوان. كما لعبت السياسات النقدية للبنك المركزي الصيني دورًا مهمًا في تعزيز استقرار العملة.
الكاتبة الصينية سعاد ياي شين هوا توضح أن قوة اليوان نتاج مزدوج لعوامل داخلية (متانة الاقتصاد والابتكار) وعوامل خارجية (ضعف الدولار). أما خبيرة أسواق المال حنان
رمسيس، فترى أن سياسة
ترامب القائمة على الحروب الاقتصادية ساهمت في تقويض الدولار، فيما عززت
الصين موقعها عبر تنويع استثماراتها وزيادة اعتمادها على
الذهب.
صناديق التحوط أيضًا تكثف رهاناتها على استمرار صعود اليوان، في إشارة إلى أن هذا الاتجاه قد يكون طويل الأمد. في المحصلة، لا يمثل صعود اليوان مجرد تحرك مالي، بل محاولة صينية لإعادة رسم خارطة المال العالمي، وإثبات أنها ليست مجرد "ورشة للعالم" بل قوة مالية مكتملة الأركان.