كشفت قناة i24NEWS
الإسرائيلية في تقرير جديد عن فصل مذهل وغير معروف سابقًا من حرب أكتوبر 1973 (المعروفة
في إسرائيل بـ"حرب يوم الغفران")، حيث تبيّن أن الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات تلقى دعماً غير متوقع من كوريا الشمالية، تمثل في إرسال نحو 21 طيارًا مقاتلًا للانضمام إلى القوات الجوية
المصرية خلال الحرب.
ووفق التقرير، كان السادات في تلك المرحلة يسعى إلى تعزيز قدرات سلاح الجو المصري بعد الهزيمة في حرب 1967، لمواجهة التفوق
الإسرائيلي. وفي خطوة مفاجئة، عرض الزعيم الكوري
الشمالي آنذاك كيم إيل سونغ إرسال طيارين مقاتلين للدفاع عن سماء القاهرة، تضامنًا مع الدول العربية. وافق السادات على
العرض، فسارعت بيونغ يانغ إلى إرسال ما يقارب ثلاثين طيارًا إلى مصر، حيث تم نشرهم في قواعد تضم مقاتلات ميغ-21، فيما أُرسلت فرق أخرى إلى
سوريا لدعم الجيش العربي السوري.
يوضح التقرير أن الطيارين الكوريين الشماليين التزموا الحذر خلال الحرب، وامتنعوا عن الدخول في اشتباكات مباشرة مع سلاح الجو الإسرائيلي، واكتفوا بمهام محدودة في القواعد الجوية. لكن هذا الوضع تغيّر في 6 أيلول1973، أي بعد شهر من وقف إطلاق النار، عندما نفذت طائرتان إسرائيليتان من طراز فانتوم طلعة استطلاعية فوق الأراضي المصرية.
رصدت الرادارات المصرية إقلاع زوج من طائرات ميغ-21 من قاعدة جوية
مصرية، لكن مصدرها كان غامضًا. هاجمت الفانتومات الإسرائيلية الطائرات فورًا، وأُسقطت إحداها خلال الاشتباك.
وأشار التقرير إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية حصلت على تسجيلات اتصالات لاسلكية بين طائرات مقاتلة في سوريا بلغة غير مفهومة. وعند إرسالها إلى البنتاغون الأميركي لتحليلها، تبيّن أنها باللغة الكورية، ما أكد وجود طيارين كوريين شماليين بشكل فعلي في جبهات القتال.
وصف التقرير هذا الكشف بأنه كان بمثابة "صدمة" لسلاح الجو الإسرائيلي، إذ لم يكن يتوقع أن يواجه طيارين من شرق آسيا في حرب
الشرق الأوسط. ونُقل عن قائد سلاح الجو الإسرائيلي حينها
بيني بيلد قوله إن كوريا الشمالية "حاربت
إسرائيل فعليًا"، مضيفًا: "رغم أن معظم الطيارين الكوريين تجنبوا الاشتباك المباشر، إلا أن لحظة الحسم شهدت معركة فعلية."
واعتبرت القناة أن هذا اللقاء "الغريب" يُعد واحدًا من أغرب فصول الحرب الباردة في المنطقة، إذ تحولت حرب أكتوبر إلى ساحة مواجهة غير متوقعة بين إسرائيل وكوريا الشمالية، ما يعكس حجم التداخل الجيوسياسي في ذلك الزمن.