ذكرت شبكة "CNBC" الأميركية أن "توغل الطائرات الروسية من دون طيار في بولندا يشكل الآن اختبارا حاسما لحلف شمال الأطلسي والاتحاد
الأوروبي. وفي أول حالة من نوعها منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا، قالت وارسو إنها أرسلت طائراتها وطائرات حلف شمال الأطلسي لإسقاط بعض الطائرات الروسية الـ19 من دون طيار التي دخلت مجالها الجوي في الساعات الأولى من صباح الأربعاء. وقالت
وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إنها لا تخطط لمهاجمة أي أهداف في بولندا، في حين أدان حلفاء وارسو الغربيون على الفور ما وصفوه بأنه استفزاز متعمد وغير مسبوق".
وبحسب الشبكة، "قال غونترام وولف، وهو زميل بارز في مركز بروغل للأبحاث ومقره بروكسل، إن توغل الطائرات الروسية من دون طيار في بولندا يؤكد الحاجة إلى قيام القادة
الأوروبيين بتمويل ما يسمى "جدار الطائرات من دون طيار". ويشير هذا إلى الدعوات لإنشاء درع دفاع جوي متعدد الطبقات باستخدام مركبات غير مأهولة لحماية المجال الجوي للاتحاد من
روسيا. وقال أندريوس كوبيليوس مفوض الدفاع في
الاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء، إن الاتحاد يجب أن "يطور بشكل عاجل" جدارًا للطائرات من دون طيار على طول الجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي بأكمله، واصفًا إياه بأنه "المشروع الرائد المشترك الأكثر أهمية" في الوقت الحالي".
وتابعت الشبكة، "قال وولف إن الاستثمار في الدفاع الجوي أصبح أكثر أهمية، في ظل التقارير التي تفيد بأن
الولايات المتحدة تخفض بعض الأموال المخصصة للأمن للجيوش الأوروبية على طول الحدود الروسية.
وأضاف في حديث للشبكة: "تختبر روسيا عمدًا القدرات الأوروبية في صد الطائرات الروسية المسيّرة. أرسلت 19 طائرة مسيّرة، وقد تعلمت الكثير. ومن أهم الدروس التي تعلمتها روسيا أن أوروبا ليست مستعدة". وتابع قائلاً: "لقد تم إسقاطهم بواسطة معدات عالية القيمة حقًا، لذلك كان من الضروري إرسال طائرة مقاتلة من طراز F-35، والتي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات الأميركية، لإسقاط طائرة من دون طيار ربما تبلغ قيمتها 100 ألف دولار". وأضاف "لذا، فإن هذا يمثل عدم تطابق واضح وعدم قدرة الدول الأوروبية على الاستجابة بمعدات رخيصة بما يكفي لتكون مستدامة في حالة حدوث تدخل حقيقي وطويل الأمد وواسع النطاق"."
وأضافت الشبكة، "من جانبها، قُدِّر مؤخراً أن بولندا هي أكبر دولة منفقة على الجيش في حلف شمال الأطلسي. ومن المتوقع أن تنفق الدولة التي تشترك في حدود مع أوكرانيا 4.1% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2024، تليها إستونيا (3.4%) والولايات المتحدة (3.4%) على التوالي. وقال
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يوم الأربعاء إن التقييم الكامل لتوغل طائرة من دون طيار روسية في بولندا مستمر، قبل أن يضيف أنه "معجب حقًا" بالطريقة التي رد بها الحلفاء على الهجوم المحتمل يوم الأربعاء. وفي ما ما يتعلق باحتمال فرض تدابير اقتصادية أكثر صرامة ضد روسيا، قال وولف إنه من غير المنطقي أن يستجيب الاتحاد الأوروبي لدعوة
ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين والهند. "لست مقتنعًا بأن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الهند والصين فكرة جيدة، لأن الهند، بالطبع، حليفة ضد الصين وضد محور الاستبداد. إنها دولة ديمقراطية كبرى في آسيا، لذا أعتقد أننا بحاجة إلى العمل معها"، كما قال وولف".
وبحسب الشبكة، "قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في كلمة أمام المشرعين يوم الأربعاء إن البلاد أقرب ما تكون إلى صراع مفتوح من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية. وقال توسك: "إن إسقاط هذه الطائرات المسيّرة، التي هددت أمننا بشكل مباشر، يُعدّ نجاحًا كبيرًا لجيشنا وحلف الناتو. ولكنه يُغيّر الوضع السياسي أيضًا". وأضاف: "هذه مواجهةٌ أعلنتها روسيا للعالم الحرّ أجمع. ويجب أن يفهمها الجميع، دون استثناء، في نهاية المطاف". وقال إيان بريجنسكي، نائب
وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون أوروبا وسياسة حلف شمال الأطلسي، إن توغل الطائرات الروسية من دون طيار في بولندا كان "هجوما متعمدا يهدف إلى استفزاز بولندا واختبار تضامن حلف شمال الأطلسي".
وأضاف أن بوتين سيكون قد حقق ضربة استراتيجية مزدوجة إذا لم يرد الغرب بقوة على الهجوم. وتابع قائلاً: "من الضروري أن يردّ الحلف بحزمٍ لمنع هذا النجاح من خلال ضربةٍ مزدوجةٍ تُعزز موقفه الرادع ودفاعه عن أوكرانيا. ينبغي على حلفاء الناتو وشركائه فرض حزمةٍ قاسيةٍ من
العقوبات المُصممة لضرب الاقتصاد الروسي".