وسط أجواء سياسية ودبلوماسية مشحونة، تتجه الأنظار إلى الدوحة حيث تعقد غدًا قمة عربية – إسلامية استثنائية للبحث في الاعتداء
الإسرائيلي الأخير على قطر، في خطوة تعدّ رسالة تضامن قوية مع الدوحة وتأكيدًا على وحدة الموقفين العربي والإسلامي.
الاعتداء، الذي يُعد الأول من نوعه على دولة خليجية، مثّل تحولًا نوعيًا في المشهد الإقليمي، ودفع
الدول العربية والإسلامية إلى إعادة تقييم سياساتها وإظهار موقف موحد تجاه
إسرائيل.
وفي إطار التحضيرات، أُرجئت الجلسة الافتتاحية ثلاث ساعات لتأمين وصول الوفود، وفق ما أفادت "
سكاي نيوز عربية". ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية وممثلون دبلوماسيون، إلى جانب الرئيس الموريتاني، لإعداد مشروع البيان الختامي الذي سيؤكد إدانة الاعتداء الإسرائيلي والتضامن مع قطر.
ومن المقرر أن يلقي كلمات رسمية كل من: محمد بن عبد الرحمن آل ثاني،
رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، حسين طه،
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري شدد على أن القمة ليست بروتوكولية بل محطة لتثبيت موقف جماعي يتجاوز البيانات التقليدية، واصفًا الاعتداء بأنه "إرهاب دولة" تمارسه إسرائيل.
كما رأى أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس في حديث لـ سكاي نيوز، أن القمة تحمل رسالة واضحة برفض أي انتهاك للسيادة العربية، مؤكّدًا أنها لن تتجه إلى إجراءات عسكرية مباشرة بل إلى خطوات دبلوماسية وقانونية وتنسيق أوثق في السياسات الدفاعية والاقتصادية.
أما الخبير العسكري مهند العزاوي فاعتبر أن الهجوم يمثل تهديدًا مباشرًا للسيادة الخليجية، وأن القمة ستسعى إلى إظهار وحدة الصف العربي والإسلامي وتوجيه رسائل سياسية قوية إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
القمة تأتي أيضًا في سياق تحولات جيوسياسية دولية مع صعود النفوذ الصيني وتراجع الاحتكار الأميركي، ما يمنح الدول العربية فرصة لإعادة ترتيب تحالفاتها الاقتصادية والسياسية.
وبحسب المراقبين، فإن قمة الدوحة لن تخرج بقرارات عسكرية، لكنها ستؤسس لإطار سياسي ودبلوماسي جديد يعزز التضامن مع قطر، ويحمي السيادة الوطنية للدول العربية والإسلامية، ويرسم ملامح مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات المقبلة. (سكاي نيوز)