أطلقت أكثر من عشرين وكالة إغاثة رئيسية تعمل في
قطاع غزة نداءً عاجلاً إلى قادة العالم للتدخل الفوري، بعد أن خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة لأول مرة إلى أن ما يجري في القطاع يشكّل إبادة جماعية.
وجاء في رسالة الوكالات أن ما تشهده غزة ليس مجرد كارثة إنسانية غير مسبوقة، بل إبادة حقيقية تتجلى في أعداد الضحايا ومعاناة السكان اليومية، مؤكدين أنهم شاهدوا بأعينهم الوفيات المروعة والظروف غير الإنسانية.
وحذر قادة الوكالات من أن عسكرة المساعدات الإنسانية تحوّلها إلى "أداة مميتة"، مشيرين إلى أن آلاف المدنيين تعرضوا لإطلاق النار أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات. ودعوا الحكومات إلى وقف هذا النزيف ومنع استمرار العنف والاحتلال الذي يهدد بفناء الحياة في القطاع.
يأتي هذا التحذير بالتزامن مع اتساع نطاق العمليات البرية
الإسرائيلية في مدينة غزة ضمن ما يسمى عملية "عربات جدعون 2". فقد أعلن جيش
الاحتلال أن فرقتين عسكريتين بدأت عملهما داخل المدينة، على أن تنضم فرقة ثالثة قريباً، فيما شدد رئيس الأركان إيال زامير على تعميق العمليات وصولاً إلى قلب المدينة.
وفي هذا السياق، أكد خبراء أمميون أن أي هجوم واسع على غزة ستكون نتائجه كارثية على المدنيين، وطالبوا
المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لمنع تفاقم الإبادة والمجاعة. كما شدد
الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند على أن ما خلصت إليه لجنة التحقيق الأممية يعكس الواقع اليومي الذي يعيشه سكان غزة والعاملون الإنسانيون هناك، مؤكداً أن القانون الدولي يُلزم بحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إليهم.
من جهته، قال
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه سيحيل الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب خطورته، واصفاً ما يحدث بأنه "تدمير منهجي للمدينة" وغير مقبول أخلاقياً وسياسياً وقانونياً. وأضاف أن
إسرائيل ماضية في حربها حتى النهاية ولا تُبدي انفتاحاً على أي محادثات سلام جدية.
وبحسب إحصاءات أممية، خلّفت الحرب منذ السابع من تشرين الأول 2023 أكثر من 64 ألف قتيل و165 ألف جريح من
الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال.