Advertisement

عربي-دولي

خفايا خطيرة عن "سجون سرية".. تعذيبٌ فظيع و "توابيت"!

Lebanon 24
20-09-2025 | 12:00
A-
A+
Doc-P-1419384-638939763197239744.webp
Doc-P-1419384-638939763197239744.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً جديداً تحدث فيه عن "السجون السرية" التي تديرها وكالة الإستخبارات الأميركية (CIA) في العديد من الدول، حيث يُحتجز فيها أشخاص يُعتقد أنّهم من ذوي الأهمية الأمنية أو المتهمين بالإرهاب. 
Advertisement
 

يقول التقرير إن شبكة السجون السرية موزعة على أكثر من 54 دولة حول العالم، ويطلق عليها اسم "المواقع السوداء" (Black Sites)، وهناك احتجزت وكالة الاستخبارات الأميركية معتقليها، ممن اعتبرتهم أسرى ذوي أهمية قصوى.
 

يلفت التقرير إلى أن هذه المواقع أصبحت فيما بعد ساحة جديدة للتجارب على البشر، حيث وُضع بها الأسرى من دون محاكمات، وحُرموا من أبسط حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم، وكان كثير منهم لا يتحدثون اللغة الإنجليزية، ولم يعرفوا حتى التهم الموجهة إليهم.
 

وتحدث التقرير عن أبرز الأساليب المستخدمة في تلك السجون، فقال إنها تشملُ الإيهام بالغرق، الحرمان من النوم، التجويع، التجريد من الملابس، التعذيب الجسدي، التعذيب النفسي. 
 

كذلك، تستعمل أيضاً "صناديق ضيقة" تُسمى "التوابيت" لاحتجاز المعتقلين فيها لفتراتٍ طويلة، مما يسبب لهم عزلة نفسية وذعراً شديداً.
 

ويعتبر السجين "أبو زبيدة" واحداً من المعتقلين الذين تعرضوا لأساليب التعذيب الشديدة داخل إحدى السجون السرية التابعة لـ"CIA"، وتكشف الوثائق أن أبو زبيدة قد تم تعذيبه باستخدام الإيهام بالغرق 83 مرة، وفي إحدى المرات كاد أن يفارق الحياة، فما كان من الطاقم الطبي إلا أن كتبوا في ملاحظاتهم أن "السجين كان مقاوما للتعذيب بالماء"، ولهذا هم بحاجة إلى وسيلة تعذيب أكثر شراسة لإجباره على الحديث.
 

بعد ذلك، احتجزوه عاريا وأدخلوه إلى صندوق أشبه بالتابوت لمرتين أو ثلاث في اليوم الواحد، وفي كل مرة امتد احتجازه لعدة ساعات، وعندما فشلوا في استخلاص أية معلومات منه، قال الأطباء إن السجين مقاوم للاستجواب بشكل مذهل وأصبح معتادا على الاحتجاز في "التوابيت" بحسب ما ورد في الوثائق.
 

ومن أجل كسر مقاومة أبو زبيدة، بدأ الأطباء في مناقشة استخدام عقار مخدر جديد، أطلقوا عليه اسم "مصل الحقيقة"، وهو جزء من برنامج بحثي حول العقاقير المخدرة أشرف عليه مكتب الخدمات الطبية عام 2003، تحت اسم "مشروع الدواء"، وفيه توصل الأطباء إلى إمكانية استخدام عقار"فيرسيد" (Versed) -وهو مهدئ ينتمي إلى فئة "البنزوديازيبينات"- في استجواب المعتقلين في قضايا أمنية، نظرا لتأثير هذه المادة على الحالة الذهنية، التي قد تُمكِّن عملاء الوكالة من كسر مقاومة السجناء واستخلاص المعلومات من عقولهم.
 

وبحسب الوثائق، توقف العمل على "مشروع الدواء" قبل التطبيق العملي على حالة أبو زبيدة، وذلك خوفا من التبعات القانونية المتعلقة بحظر إجراء التجارب الطبية على السجناء، ومن غير المعروف حتى اليوم ما إذا كانت وكالة الاستخبارات الأميركية قد استخدمت هذا العقار فعليا على المعتقلين البارزين في سجونها السرية أم لا، لكن الأكيد أنه كان أحد الخيارات المطروحة على الطاولة.
 

ورغم التعذيب الوحشي والتشويه النفسي، خلص فريق الاستجواب في نهاية المطاف إلى أن السجين أبو زبيدة كان صادقا منذ البداية، ولم يكن يمتلك أية معلومات قيمة عن هجمات وشيكة كما تكهَّنوا.
 

وفي كانون الثاني 2020، صعد عالم النفس جيمس ميتشل إلى منصة الشهود أمام إحدى المحاكم العسكرية في خليج غوانتانامو في كوبا، واصفا الأساليب المختلفة التي استخدمها في تعذيب الرجال أثناء استجوابهم، وكانت تلك جلسة استماع تمهيدية تنظر في إجراءات إنزال عقوبة الإعدام لخمسة متهمين في أحداث 11 أيلول 2001، وقد اعترف ميتشل بممارسة التعذيب بنفسه في سجن سري ببولندا، قائلا إنه مارس الإيهام بالغرق عشرات المرات على المعتقلين، وضربهم بالجدار وعمل على تجويعهم وتجريدهم من ملابسهم، كما حرمهم من النوم لأيام وهدَّد أحد المعتقلين بقتل ابنه.
 

ومن جهتهم طالب محامو الدفاع عن المتهمين أثناء الجلسة باستبعاد أي اعترافات انتُزعت منهم تحت التعذيب، سواء في استجوابات وكالة الاستخبارات الأميركية أو تلك التي قادها مكتب التحقيقات الفيدرالي.
 

ورغم الاعترافات المروعة التي أدلى بها جيمس ميتشل، لم تتخذ الحكومة الأميركية أي إجراءات لمقاضاة أي فرد أو مؤسسة تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية ممن شاركوا منهجيا في انتهاك الحظر القانوني القاطع للتعذيب.
 

أما ما يثير مخاوف المنظمات الحقوقية، هي المساحة المجهولة التي لم يكشف عنها بعد حول القصص والمآسي التي تجري في السجون التي تخضع لسلطة وإشراف الأجهزة الأميركية، والتي تسعى دائما لإظهار صبغتها الأخلاقية إعلاميا، لكنها صبغة تكشف الأيام والوقائع المسربة زيفها العميق.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك