تزايدت في الآونة الأخيرة الانتقادات الدولية للعملية العسكرية
الإسرائيلية في قطاع غزة، وسط تشكيك متنامٍ في قدرة
إسرائيل على تحقيق أهدافها المعلنة، في وقت تتسع فيه دائرة الدعوات إلى مقاطعة إسرائيل على المستويات السياسية والثقافية والرياضية والأكاديمية.
فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن محللين عسكريين إسرائيليين قولهم إن من غير الواقعي الاعتقاد أن العملية الحالية ستتمكن من توجيه ضربة قاضية لحركة
حماس، مرجحين أن الأمر سيتطلب سنوات طويلة من القتال للحيلولة دون استعادة الحركة موطئ قدم في غزة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط سابق في الاستخبارات الإسرائيلية قوله إن "من السذاجة الاعتقاد أن إسرائيل قادرة على
القضاء على حماس بسرعة"، مؤكداً أن الحركة ستبقى قوة مؤثرة في المشهد الفلسطيني داخل القطاع.
أما صحيفة الغارديان
البريطانية، فقد نشرت تقريراً صادراً عن منظمة "أكلد" المستقلة، كشف أن المدنيين يشكلون الغالبية الساحقة من ضحايا
الغارات الإسرائيلية منذ انتهاك وقف إطلاق النار في آذار الماضي، في حين أظهرت البيانات الإسرائيلية الرسمية أرقاماً مغايرة.
وبيّن التقرير أن أعداد القتلى في صفوف حماس أقل بكثير مما تدعيه إسرائيل، وأن الحركة انتقلت إلى استخدام أساليب غير تقليدية مثل زرع الألغام والكمائن، مع تراجع الاشتباكات المباشرة. كما أشار التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية تتبع إستراتيجية طويلة الأمد لإضعاف حماس ودفع السكان
الفلسطينيين إلى الهجرة من القطاع.
اتساع حملات المقاطعة
صحيفة فايننشال تايمز سلطت الضوء على تنامي الدعوات لمقاطعة إسرائيل بسبب حربها على غزة، موضحة أن هذه الحملات امتدت لتشمل الرياضة والفنون والأوساط الأكاديمية.
وذكرت الصحيفة أن حملة جديدة تحت شعار "Game Over Israel" أطلقت في نيويورك، حيث ظهرت لوحة إعلانية ضخمة في ساحة تايمز سكوير تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وتتهمها بممارسة إبادة جماعية.
ونقلت عن الناشط أشيش براشر – المستشار السابق لرئيس الوزراء
البريطاني الأسبق توني بلير – قوله إن المقاطعة الرياضية والثقافية سلاح بالغ الأهمية، مشيراً إلى أن كرة القدم تحديداً قد تشكل وسيلة عالمية لتأجيج الحملة المناهضة لإسرائيل، تماماً كما حدث في جنوب أفريقيا إبان حقبة الفصل العنصري.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة إسرائيل هيوم عن قرار السلطات الإيطالية استبعاد إسرائيل من معرض السياحة الدولي المقرر عقده الشهر المقبل بمدينة رميني، معتبرة أن مشاركتها "غير ملائمة" في ظل استمرار الحرب على غزة. وأكد رئيس بلدية رميني أن الترويج لدولة تمارس القتل الجماعي لا يتماشى مع أهداف المعرض.
معاناة النساء في غزة
وفي زاوية إنسانية، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً للكاتبة روان سليمان سلط الضوء على المعاناة الخاصة التي تواجهها النساء الفلسطينيات في غزة وسط ظروف النزوح القسري وانعدام مقومات الحياة.
ووصفت الكاتبة وضع النساء بأنه الأصعب، حيث يتحملن أعباء نفسية وجسدية مضاعفة، بدءاً من التجويع وانعدام الخدمات الصحية، مروراً بحالات فقدان الأجنة وموت الأطفال الخدج بسبب غياب الرعاية الطبية، وصولاً إلى الحرمان من المياه النظيفة والعلاج.
وأكد المقال أن النساء في غزة يواجهن آثاراً مدمرة تمتد لأجيال، نتيجة سياسة التجويع والحصار التي تفرضها إسرائيل، وهو ما يجعل الأزمة الإنسانية في القطاع أكثر قتامة يوماً بعد يوم.