شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء، خطابًا غير تقليدي للرئيس الأميركي
دونالد ترامب بدأ بموقف محرج بعد تعطل السلم الكهربائي وجهاز التلقين قبل دخوله القاعة.
ترامب علّق ساخرًا أنه مستعد لإلقاء كلمته "من القلب"، في إشارة إلى عطليْن تقنيين حمّلهما بالتناوب على
البيت الأبيض والأمم المتحدة.
الخطاب، الذي تجاوز المدة المقررة بأشواط، انحرف بعيدًا عن النص المكتوب، وتركز على انتقاد سياسات الهجرة في الدول الغربية، والهجوم على
الأمم المتحدة، والتشكيك في سياسات المناخ. ترامب حذّر من أن "نسيج الغرب يتعرض للتدمير" بسبب الهجرة غير المنضبطة، ودعا
أوروبا إلى اتباع نهج
واشنطن في احتجاز وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
وقال "بمجرد أن بدأنا في احتجاز وترحيل كل من عبر الحدود - وإزالة المهاجرين غير الشرعيين من
الولايات المتحدة - توقفوا ببساطة عن القدوم".
وقال إن الزعماء الآخرين، وخاصة في أوروبا، سيكونون من
الحكمة أن يحذوا حذوه.
وفي ملف المناخ، وصف ترامب التغير المناخي بأنه "أكبر عملية احتيال ارتكبت ضد العالم"، مهاجمًا سياسات الطاقة الخضراء ومتّهمًا الدول النامية باستغلالها على حساب الدول المتقدمة.
وسخر ترامب من التوقعات السابقة التي حذرت من كارثة عالمية بسبب تغير المناخ وحث الدول الأخرى على إلغاء مبادرات الطاقة الخضراء التي تهدف إلى تقليل إنتاج الكربون.
وقال إن تغير المناخ هو "أكبر عملية احتيال ارتكبت على الإطلاق ضد العالم".
وقال": "كل هذه التنبؤات التي أطلقتها الأمم المتحدة وغيرها، لأسباب واهية في كثير من الأحيان، كانت خاطئة"، زاعما:" لقد أطلقها أناس أغبياء".
وزعم ترامب أيضا أن سياسات الطاقة الخضراء تسمح للدول التي لا تفرض مثل هذه القيود ــ وخاصة في العالم النامي ــ بكسب المال في حين تتخلف الولايات المتحدة عن الركب.
وقال ترامب "إن التأثير الأساسي لهذه السياسات الوحشية للطاقة الخضراء لم يكن مساعدة البيئة بل إعادة توزيع التصنيع والنشاط الصناعي من الدول المتقدمة التي تتبع القواعد المجنونة التي تُنسب إلى الدول الملوثة التي تنتهك القواعد وتحقق ثروة".
أما في
القضايا الدولية، فمرّ ترامب مرورًا سريعًا على الحربين في
أوكرانيا وغزة، معربًا عن خيبة أمله من دعم الأمم المتحدة لحل الدولتين، ومكررًا انتقاداته لأوروبا لاستمرارها بشراء الطاقة الروسية.
واستغل ترامب عطليْ السلم الكهربائي وجهاز التلقين للتشكيك في فاعلية المنظمة الدولية قائلاً: "هذان هما الشيئان اللذان تلقيتهما من الأمم المتحدة"، متسائلًا: "ما هو هدف الأمم المتحدة إذا كانت لا تستطيع حل النزاعات الكبرى؟".
الخطاب، الذي حمل طابعًا هجوميًا وساخراً، عكس رؤية ترامب الصدامية للعلاقات الدولية، ووجد صداه في صمتٍ شبه كامل من الحضور، في مشهد يناقض سنواته الأولى حين كان يُقابل بالسخرية أو التصفيق.