ذكر موقع "Middle East Eye"
البريطاني أنه "في الثامن من أيلول، أعلن
وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس: "إن إعصاراً قوياً سيضرب سماء مدينة غزة اليوم، وستهتز أسطح أبراج الإرهاب". في الواقع، لم تكن تلك الكلمات مجازية، بل كانت حكمًا بالإعدام. وحكم الإعدام نفسه يخيم على مدينة غزة نفسها، مدينة عمرها أكثر من خمسة آلاف عام، مهد الحضارة والتاريخ والثقافة. وبدأت الهجمات
الإسرائيلية في مناطق الزيتون والتفاح والدرج والشجاعية، أقدم أحياء غزة، حيث نقشت طبقات من الذاكرة والتاريخ على حجارتها وشوارعها، وحولت ذلك الإرث إلى غبار".
وبحسب الموقع، "كانت هذه الأحياء التي تسكنها الطبقة العاملة موطناً لأقدم المعالم في غزة، مثل المسجد العمري الذي يعود تاريخه إلى عام 634، وحمام السمارة التقليدي الذي يعود تاريخه إلى عام 1320، وقصر السقا الذي بني في عام 1661. واليوم، اختفت الزيتون، وفي الأسابيع الأخيرة، قُصف وهُدم أكثر من 1500 منزل من منازلها. من هناك، توغلت القوات الإسرائيلية في حي الرمال، القلب النابض للحياة الاقتصادية والإدارية والثقافية والاجتماعية في غزة، ودمّرت ما تبقى من الجامعة الإسلامية، مدّعيةً أنها هدف عسكري، رغم أنها كانت تحتضن مئات العائلات النازحة. والآن، يحيط القصف بكل أحياء مدينة غزة بعنف شديد حتى أنه يمكن سماعه في تل أبيب. وتتحول الشوارع سريعًا إلى مقابر لمن لم يتمكنوا من الخروج في الوقت المناسب. وقبل أيام قليلة، في منشور على
فيسبوك، حذرت نور أبو ركبة، صحفية الجزيرة التي حلت محل زميلها المغدور أنس الشريف، العالم بكلمات ينبغي أن تُؤرق البشرية: "أصبحت غزة مسلخًا بشريًا الآن، لمن لا يزال يهتم. الشوارع والطرقات تعج بالشهداء"."
وتابع الموقع، "تخترق صرخات الأطفال سماء مدينة غزة المليئة بالطائرات من دون طيار، وهم لا يملكون مسكنات لتخفيف آلام البتر. وبالإضافة إلى عائلات غزة، استهدفت إسرائيل مباني المنظمات، بما في ذلك برج الرؤية، الذي يضم مكاتب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وهي المجموعة التي فرضت عليها
الولايات المتحدة عقوبات مؤخرا بسبب عملها على تقديم القادة الإسرائيليين للمحاكمة في لاهاي. ويحدث كل هذا بموافقة الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حتى في الوقت الذي خلصت فيه
الأمم المتحدة هذا الأسبوع إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، مستشهدة بدعوات صريحة إلى الإبادة الجماعية من جانب السلطات المدنية والعسكرية".
وأضاف الموقع، "هذا خبر غير مريح سياسيا بالنسبة للحكومات الغربية، التي تفضل تقديم هذه الفظائع على أنها انحراف ناجم عن وزراء من اليمين المتطرف، وليس وجهة نظر راسخة وواسعة الانتشار بشأن
الفلسطينيين. إن "أبواب الجحيم" التي وصفها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لم تفتح فجأة، بل كانت مفتوحة منذ فترة طويلة، وتصدر صريرًا وتحترق، منذ نكبة عام 1948. إن ما يميز اللحظة الحالية من الإبادة الجماعية هو سرعتها وحجمها ووحشيتها، حيث يتم عيش هذه الأهوال وبثها في الوقت الحقيقي. ونتيجةً لذلك، يُكافح القانون الإنساني الدولي اليوم في غزة أيضًا من أجل بقائه، ويقع على عاتق الدول الغربية واجبٌ قانونيٌّ بمنع الإبادة الجماعية من خلال استهداف مرتكبيها".
وختم الموقع، "بدلاً من ذلك، يلعب الغرب لعبة مزدوجة. فمن ناحية، يواصل مسرحية الاعتراف بالدولة
الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن ناحية أخرى، يواصل إمداد إسرائيل بالأسلحة، وبالتالي
القضاء على أي احتمال لقيام دولة فلسطينية لأجيال قادمة".