أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة "أسوشيتد برس" أنّ إيران بدأت في إعادة بناء مواقع إنتاج الصواريخ التي دمّرتها إسرائيل خلال حرب حزيران التي استمرت 12 يومًا، لكن من المرجّح أن يكون هناك مكوّن أساسي مفقود وهو الخلاطات الكوكبية الضخمة المستخدمة في إنتاج وقود الصواريخ الصلب.
وأكد التقرير أنّ إعادة بناء برنامج الصواريخ بات أمرًا حيويًا للجمهورية الإسلامية، التي تعتبر الصواريخ إحدى أدوات الردع القليلة المتبقية لديها بعد تدمير منظومات دفاعها الجوي. ويأتي ذلك مع استعداد طهران لإعادة فرض عقوبات أممية محتملة نهاية الشهر، قد تشمل أي تطوير إضافي لبرنامجها الصاروخي.
وصرّح خبراء للوكالة أنّ الخلاطات الكوكبية تمثل أولوية لطهران، مشيرين إلى أنّها قد تلجأ إلى
الصين لتوفير هذه المعدات والمواد الكيميائية اللازمة. هذه الخلاطات، التي تتميز بشفرات تدور حول نقطة مركزية لتوفير عملية خلط دقيقة، ضرورية لإنتاج وقود الصواريخ بكميات كبيرة وبجودة متجانسة.
الصور التي التقطتها شركة Planet Labs وأجرت الوكالة تحليلها أظهرت أعمال بناء في منشأتي بارشين وشاهرود. وبحسب الخبراء، فإن سرعة إعادة الإعمار في مواقع الصواريخ تفوق حتى النشاط في المواقع النووية
الإيرانية التي تعرضت لقصف مماثل.
الهجمات
الإسرائيلية خلال الحرب استهدفت بشكل مباشر المباني التي تحتوي على الخلاطات أو منشآت تصنيعها، في محاولة لشل قدرة
إيران على إنتاج صواريخ الوقود الصلب. قبل الحرب، كانت طهران تنتج أكثر من 200 صاروخ شهريًا، وتمتلك ترسانة تُقدّر بنحو 2500 صاروخ، أطلقت منها أكثر من 900 صاروخ خلال النزاع الأخير وفق تقارير أمريكية.
وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، قال في آب إن الحرب مع إسرائيل غيّرت أولويات بلاده العسكرية وإن إيران تركّز الآن على إنتاج معدات عسكرية أكثر دقة.
ويشير محللون إلى أنّ إيران قد تستعين بالصين ليس فقط للحصول على الخلاطات، بل أيضًا بأنظمة التوجيه والمعالجات الدقيقة، في وقتٍ تتصاعد فيه الضغوط والعقوبات الغربية على طهران. ويرى هؤلاء أن استئناف إيران إنتاجها بمستويات ما قبل الحرب سيجعل من الصعب على إسرائيل استهداف أو تدمير هذه الصواريخ استباقيًا.
وبينما رفض الجيش
الإسرائيلي التعليق على استراتيجيته، لم ترد البعثة الإيرانية لدى
الأمم المتحدة على أسئلة "أسوشيتد برس" بشأن جهود إعادة بناء البرنامج الصاروخي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اندلاع جولة حرب جديدة في المنطقة. (PBS)