Advertisement

خاص

هل دخل الغرب في حرب مع روسيا دون أن يدرك ذلك؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
01-10-2025 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1423860-638949127959704290.jfif
Doc-P-1423860-638949127959704290.jfif photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "يوم الإثنين، صرّح المستشار الألماني فريدريش ميرز، في ما وصفه بـ"جملة قد تبدو صادمة للوهلة الأولى"، قائلاً: "لسنا في حالة حرب، لكننا لم نعد في سلام أيضًا". في الواقع، كان هذا التصريح معتدلًا نسبيًا. وفي غضون ذلك، وصف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك المواجهة الحالية بين أوروبا وروسيا بأنها "نوع جديد من الحرب" في افتتاح منتدى وارسو للأمن. وبالمثل، قالت إليزا مانينغهام بولر، مديرة جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (MI5) حتى عام 2007، إننا ربما "في حالة حرب مع روسيا بالفعل. إنها حرب من نوع مختلف، لكن العداء والهجمات الإلكترونية والهجمات المادية والعمل الاستخباراتي واسع النطاق". لا عجب أن وسائل الإعلام أصبحت فجأة مليئة بالحديث المبالغ فيه عن حتمية وحتى اقتراب الحرب العالمية الثالثة".
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "في غضون ذلك، لجأ الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف، من بين كل الناس، إلى تيليغرام للتقليل من خطر الصراع المباشر: "يتم بيع سيناريوهات الحرب مع روسيا في السنوات الخمس المقبلة إلى الناس من كل أكشاك بيع الصحف في أوروبا. وأضاف: "لا يمكن أن يكون الأمر كذلك". وحتى لو اعترف بأن "احتمال وقوع حادث مميت موجود دائمًا"، فمن المهم أن نبقى يقظين. فالحرب تُعتبر صراعًا مسلحًا صريحًا بين الدول القومية، ولا يزال احتمال نشوبها ضئيلًا للغاية. لقد ظهرت كل أنواع الصياغات الجديدة لمحاولة وصف الصراع الحالي بين روسيا والغرب، حيث يستخدم كل جانب مجموعة متنوعة من الأدوات لمحاولة إكراه الآخر وتقويضه، من العقوبات إلى التضليل. الحرب الهجينة، والحرب السياسية، والحرب غير الحركية، وحتى حرب المنطقة الرمادية، أيا كان المعنى المقصود حقا: كل هذه "أنواع جديدة من الحرب" من "أنواع مختلفة"."

وتابعت الصحيفة، "تلجأ المؤسسات السياسية الروسية والغربية إلى استخدام كلمة "إرهاب" لتحقيق غاياتها السياسية، وتضطر موسكو إلى ضبط خطابها بعناية. في كلمته أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، قدّم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "الأزمة في أوكرانيا" على أنها "من تدبير الغرب، الذي أعلن من خلاله حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي حربًا حقيقية على بلدي، ويشاركان فيها بشكل مباشر". في ما سبق، كان ببساطة يردد صدى بوتين الذي زعم، في خطابه بمناسبة يوم النصر في أيار 2023، أن "حربًا حقيقية قد شُنّت ضد وطننا". ومع ارتفاع التكاليف الاقتصادية للحرب، ومع ارتفاع ضريبة القيمة المضافة من 20% إلى 22%، فضلاً عن سلسلة من الضرائب غير المباشرة المتزايدة، فإن اللجوء إلى الحرب يُنظر إليه باعتباره وسيلة لجعل هذا الأمر مقبولاً. ولكن في الوقت عينه، يدرك الكرملين أن هناك قلقا بشأن المخاطر، مع تقنين إمدادات البنزين وتحليق الطائرات الأوكرانية من دون طيار في عمق البلاد، ومن هنا تأتي الحاجة إلى تدخلات مثل تدخل ميدفيديف الذي يحاول تخفيف الخوف من حدوث تصعيد كارثي".

وأضافت الصحيفة، "في هذه الأثناء، وبينما يتمنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخير لأوكرانيا، لكنه ينسحب عمليًا من الحرب، تتزايد التكاليف على أوروبا أيضًا. ورغم أن الحماسة الظاهرة التي يبديها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإرسال قوات حفظ سلام تبدو مستبعدة، إلا أن هذه الحرب الآن يخوضها الأوكرانيون ويمولها الأوروبيون، في وقتٍ تتفاقم فيه الضغوط على اقتصادات كل الدول. ومن هنا تأتي الحاجة إلى دفع الرسالة، وهي أنه حتى لو كانت التكاليف الرئيسية حتى الآن تتمثل في تأخير المطارات وانتهاكات المجال الجوي من قبل روسيا، فإن هذه حربنا أيضا". 

وبحسب الصحيفة، "نعم، هناك تهديد حقيقي من التخريب والإرهاب الروسي، ولكن هل هو تهديدٌ وجوديٌّ وكارثيٌّ كما يوحي به المصطلح؟ يرى المستشار الألماني أن روسيا تشن "حربًا على ديمقراطيتنا وحربًا على حريتنا"، حتى وإن كان من الممكن القول إن التهديدات الحقيقية للحرية والديمقراطية أقرب إلى الوطن. في الواقع، كشف توسك الحقيقة عندما قال إن "المهمة الأكبر والأهم للقادة الأوروبيين اليوم هي جعل المجتمعات الغربية تدرك أن هذه حرب". بعبارة أخرى، يجب أن يشعر الجميع بالخوف الشديد، حتى يقبلوا الثمن الذي يتعين دفعه".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban