تشهد مالي تصعيدًا خطيرًا في الوضع الأمني، حيث تزايدت الهجمات التي ينفذها مسلحو تنظيم نصرة
الإسلام والمسلمين، الذراع المحلية لتنظيم
القاعدة، بالتوازي مع تحركات جبهة تحرير أزواد المتمردة.
آخر هذه التطورات كان اغتيال النائب السابق وزعيم جماعة تيجان الصوفية، عبد
الجليل منصور حيدرة، الذي قُتل في كمين مسلح استهدف سيارته على طريق رئيسي، ما أثار غضبًا في دول عدة بينها السنغال، باعتباره حفيد الشيخ إبراهيم نياس، أحد أبرز رموز الصوفية في إفريقيا.
كما أعلنت الجماعات المسلحة مسؤوليتها عن قصف مطار تمبكتو باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية، في خطوة تؤشر على تصاعد قدراتها العسكرية.
إلى جانب الاغتيالات، نفذ المتشددون عمليات اعتراض لصهاريج الوقود
القادمة من الدول المجاورة، ما تسبب في أزمة خانقة بالبلاد، إذ أُغلقت محطات الوقود في العاصمة باماكو ومناطق أخرى بعد نقص حاد في الكيروسين والمنتجات البترولية. وأكد الاتحاد الوطني لمشغلي محطات البترول أن عشرات الشاحنات دُمرت أو حُولت إلى السوق السوداء بأسعار باهظة.
ورغم محاولات الجيش طمأنة المواطنين والتجار، فإن الحصار المفروض على طرق الإمداد جعل الوضع أكثر تعقيدًا، وأجبر السلطات على فتح قنوات تفاوض مع المتشددين لرفع القيود، بما في ذلك السماح ببيع المنتجات النفطية في المناطق الريفية.
ويقول محللون إن ما يجري في مالي يعكس تصعيدًا ممنهجًا من الجماعات المسلحة لتقويض الحكومة المركزية والسيطرة على موارد الطاقة، وهو ما يهدد استقرار الدولة ويضعها أمام تحديات إنسانية وأمنية خطيرة.