كشف تقرير جديد صادر عن
منظمة الصحة العالمية وشركائها في
الأمم المتحدة، استمرار تفشّي العنف ضد النساء على مستوى العالم، مع تسجيل تقدم شبه معدوم خلال العقدين الماضيين. ووفقًا للتقرير، فإن واحدة من كل ثلاث نساء أي نحو 840 مليون امرأة تعرضن خلال حياتهن للعنف الجسدي أو الجنسي من شريك حميم أو لعنف جنسي، وهو رقم بقي ثابتًا تقريبًا منذ عام 2000.
وخلال العام الماضي وحده، تعرّضت 316 مليون امرأة (11% من النساء فوق 15 عامًا) للعنف من شركائهن. كما قدّر التقرير للمرة الأولى عدد النساء اللواتي واجهن عنفًا جنسيًا من غير الشريك منذ سن الخامسة عشرة بنحو 263 مليون امرأة، مع ترجيح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب الخوف من الإبلاغ والوصمة الاجتماعية.
وأكد
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية،
تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن العنف ضد المرأة "أحد أكثر المظالم التاريخية انتشارًا"، محذرًا من أن أي مجتمع لا يمكن وصفه بالعادل أو الآمن فيما نصف سكانه يعيشون في الخوف.
وأشار التقرير إلى ضعف التمويل العالمي المخصص لمكافحة العنف، إذ لم تتجاوز حصة هذه البرامج 0.2% من المساعدة الإنمائية في عام 2022، مع تراجع إضافي في 2023.
ويتطرّق التقرير إلى الآثار الصحية الخطيرة للعنف، بما في ذلك الحمل غير المقصود، الاكتئاب، والأمراض المنقولة جنسيًا، لافتًا إلى أن دائرة العنف تبدأ مبكرًا، حيث تعرضت 12.5 مليون مراهقة (15–19 عامًا) للعنف خلال عام واحد فقط.
وسجلت منطقة أوقيانوسيا أعلى نسب العنف بمعدل 38%، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي. ومع ذلك، يعرض التقرير نماذج إيجابية من دول اتخذت خطوات تشريعية وتمويلية واضحة، بينها كمبوديا والإكوادور وليبيريا وترينيداد وتوباغو وأوغندا.
ويدعو التقرير إلى تحرك عالمي عاجل يشمل تعزيز الوقاية المبنية على الأدلة، وتحسين خدمات دعم الناجيات، وتطوير أنظمة البيانات، وتطبيق القوانين التي تحمي النساء والفتيات. وترافق ذلك مع إصدار النسخة المحدّثة من دليل "احترم المرأة" لتعزيز سياسات منع العنف.
وختم التقرير بالتشديد على أنه لا مجال للمزيد من الصمت، وأن إنهاء العنف ضد النساء والفتيات يتطلّب إرادة سياسية فعلية وإجراءات فورية. (روسيا اليوم)