التقرير تحدث عن "صراعٍ كبير" بين القيادتين السياسية في الخارج والعسكرية في الداخل لـ""حماس"" بشأن الخطة، كاشفاً أنّ القادة السياسيين في الدوحة كانوا يميلون نحو قبول خطة ترامب، لكن القادة العسكريين في غزة يقاومون تسليم الأسلحة والرهائن".
وتطرق التقرير إلى "انقسام ما زال قائماً بشدّة حول كيفية المُضي قدماً بشأن الخطة"، لكن الحركة أعلنت، الجمعة، استعدادها لإطلاق سراح رهائن وتسليم غزة، في تصريح تاريخي يُعزّز مساعي ترامب لإنهاء الحرب، لكن "حماس" استخدمت لغة مُتحفّظة اعتبرها بعض المراقبين "مشكِلة" أمام التوصل إلى سلام نهائي.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عرب أن التوافق بشأن نزع السلاح وشروط إطلاق الرهائن هما السببان الرئيسان في الخلافات داخل "حماس".
وقال وسطاء عرب إن خليل الحية، كبير مفاوضي "حماس"، وعدداً من كبار المسؤولين السياسيين الآخرين يؤيدون قبول المقترح رغم تحفظاتهم الكبيرة. إلا أن هؤلاء المسؤولين، المقيمين خارج غزة، يتمتعون بنفوذ محدود على الجناح العسكري للحركة، الذي لا يزال في القطاع.
وأبلغ عز الدين الحداد، الذي ارتقى لقيادة "حماس" في غزة بعد اغتيال إسرائيل يحيى ومحمد السنوار، الوسطاء أنه منفتح على أي تسوية. كذلك، قال الوسطاء إن الحداد مستعد للتنازل عن الصواريخ والأسلحة الهجومية الأخرى لمصر والأمم المتحدة لتخزينها، لكنه يريد الاحتفاظ بالأسلحة الصغيرة، مثل البنادق الهجومية، التي تعتبرها ""حماس"" دفاعية.
لكن قادة ""حماس"" داخل غزة يخشون من عدم قدرتهم على فرض الالتزام بمطالب نزع السلاح على مقاتليهم إذا قبلوا بصفقة تُعادل الاستسلام، وفقاً للوسطاء.
مع هذا، فقد جنّدت الحركة العديد من الشباب منذ بدء الحرب، وغالباً ما يكونون ممن شهدوا تدمير منازلهم أو مقتل أفراد من عائلاتهم، وقد لا يرغب هؤلاء المقاتلون في إلقاء أسلحتهم.
وتتمثّل النقاط الأكثر إثارة للجدل في الخطة بضرورة نزع "حماس" سلاحها وتسليم أسلحتها وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الثمانية والأربعين الذين لا تزال تحتجزهم، أحياء وأمواتاً، في غضون 72 ساعة من الموافقة عليها.
ورفض منتقدو الحركة الاقتراح واعتبروه "هدنة لمدة 72 ساعة" وليس اتفاق سلام حقيقياً، مما يعكس انعدام ثقتهم بإسرائيل. من ناحيتها، أعلنت "حماس" يوم الجمعة رغبتها في إجراء المزيد من "المفاوضات لمناقشة التفاصيل"، والتي يبدو أنها تشمل إطلاق سراح الرهائن.
ويصر قادة "حماس" العسكريون على أن أي إطلاق سراح للرهائن يجب أن يكون مرتبطاً بجدول زمني واضح للانسحاب الإسرائيلي من غزة، وفقاً لوسطاء.
وانعكس ذلك في تحذير ورد في رد "حماس" يوم الجمعة، إذ قالت إنه سيتم إطلاق سراح الرهائن "مع توفير المواقع الميدانية اللازمة".
وربما تتردّد إسرائيل في إنهاء الأعمال العدائية بعد أن تركت "حماس" قضية نزع السلاح دون معالجة في بيانها، مع وضع شروط كبيرة للإفراج عن الرهائن.
وأدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، برد فعل مؤهل على رد "حماس"، قائلاً إن بلاده ستبدأ الاستعدادات لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة وستعمل مع ترامب لإنهاء الحرب، "وفقاً لشروط إسرائيل والرئيس".
ولم يلتزم الجيش الإسرائيلي بشكل محدد بوقف الهجمات، لكنه أشار إلى أنه ينتقل إلى موقف أكثر دفاعية، قائلاً إنه سيستعد لإطلاق سراح الرهائن وسيرد بسرعة على أي تهديد. (إرم نيوز)