Advertisement

عربي-دولي

الجولة الثانية: لماذا ستُدمّر الحرب الإسرائيلية الإيرانية المقبلة الشرق الأوسط؟

Lebanon 24
05-10-2025 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1425404-638952553716024059.png
Doc-P-1425404-638952553716024059.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
اعتبر موقع "ميدل إيست مونتير" أنّه بعد ثلاثة أشهر من وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه على عجل، والذي أنهى اثني عشر يومًا من المواجهة بين إيران وإسرائيل، يسود هدوءٌ زائفٌ في الشرق الأوسط. لكن خلف الكواليس، يدرس كلا الجيشين تبادل إطلاق النار غير المسبوق في حزيران، والذي من شأنه أن يجعل أي جولة ثانية من الصراع أسوأ بكثير من الجولة الأولى.
Advertisement

تابع الموقع:" ليس الخوف أكاديميًا. أظهرت إيران مهاراتٍ أذهلت حتى خبراء الاستخبارات المخضرمين في المعارك، وأظهر نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، الذي كان يُحتفى به سابقًا، عيوبًا ستستغلها طهران حتمًا في الجولة المقبلة. في غضون ذلك، لم تُفلح الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية في شلّ البرنامج النووي الإيراني بشكل قاطع. كانت حرب حزيران مُجرد مُثيرة، وليست الحدث الرئيسي. أصبح لدى كلٍّ منهما الآن تقديرٌ لقوة الآخر لم يكن لديه من قبل. هذه المعلومات تُؤثر في كلا الجانبين - قد تُثبّط أو تُلهم".

التحدي الأسرع من الصوت

وقال:" كان أسوأ خبر لإسرائيل هو إطلاق الإيرانيين صواريخهم الفائق السرعة من طرازي "فاتح-1" و"فاتح-2"، والتي فاق أداؤها التوقعات بكثير. خلال أكثر 24 ساعة من الحرب ضراوة، انخفض معدل اعتراض إسرائيل لهذه الصواريخ من 90% إلى 65%. الأرقام مُقلقة. أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ خلال الصراع الذي استمر 12 يومًا، تسبب أكثر من 40 منها في أضرار أو إصابات، على الرغم من نظام الدفاع الإسرائيلي متعدد الطبقات. في حالة اشتباك طويل الأمد، قد تتضاعف هذه الأرقام بشكل كبير. قال الدكتور تال كاليسكي، خبير الدفاع الصاروخي الإسرائيلي: "إن التهديد الأسرع من الصوت يُغير الحسابات تمامًا". ورغم تأكيده على أن إسرائيل أسقطت بنجاح أكثر من 95% من الصواريخ العادية، إلا أنه أقرّ بالتحدي غير المسبوق الذي تُشكّله الصواريخ التي تنطلق من الغلاف الجوي بسرعات تفوق سرعة الصوت بعقد من الزمن، مُفترقة رؤوسها الحربية أثناء طيرانها. فقط نظاما "حيتس 3" و"مقلاع داود" قادران على تعديل مسارهما جوًا لمواجهة مثل هذه التهديدات، وكلاهما يعتمد على احتياطيات الصواريخ الاعتراضية التي انخفضت بشكل خطير خلال عملية يونيو. أفاد تقييم أجرته وزارة الدفاع الإسرائيلية في أوائل يوليو أن معدل النجاح العام ضد الصواريخ الباليستية في الصراع بلغ 86%. لكن هنا يكمن السؤال المحوري: ماذا لو أطلقت إيران 400 صاروخ خلال 24 ساعة، وليس 400 صاروخ على مدار 12 يومًا؟".

أضاف:" في حين أعلن البيت الأبيض في أواخر شهر حزيران أن المواقع النووية الإيرانية "تم تدميرها"، فإن المحللين المستقلين يرسمون صورة أكثر دقة من شأنها أن تثير قلق كلا المعسكرين. أفاد معهد ديفيد أولبرايت للعلوم والأمن الدولي، بتحليل صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 14 حزيران، بوقوع أضرار سطحية في منشأة فوردو الإيرانية للتخصيب، لكنه أشار إلى صعوبة تقييم الأضرار الداخلية للمجمعات المدفونة عميقًا. وأشار تحليل CNN ، الذي نقلًا عن أولبرايت حرفيًا، إلى أن "ضررًا كبيرًا ربما يكون قد لحق بقاعة التخصيب والقاعات المجاورة التي تخدم التخصيب". لكن "الأضرار الجسيمة" لا تعني الدمار. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن صور الأقمار الصناعية الحديثة التي اطلعت عليها صحيفة وول ستريت جورنال تُظهر أن إيران قد تحركت لتوسيع نطاق البناء في محطة فوردو المدفونة، "من خلال أعمال نشطة" تشمل حفارات وأفرادًا متمركزين عند مداخل المحطة".

عامل ضعف القيادة

استطرد:" أدخلت إسرائيل في حزيران متغيّرًا جديدًا إلى معادلة الصراع مع إيران، حين بدأت حملة اغتيالات استهدفت كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين. خطوةٌ وُصفت بأنها الأخطر منذ سنوات، إذ اعتبرتها طهران استهدافًا مباشرًا لبنيتها القيادية. الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أقرّ علنًا بأنه على "قائمة الاغتيالات الإسرائيلية"، لكنه حذّر سرًا من أن أي محاولة للمساس بالقيادة ستقابل بردّ يهزّ المنطقة. في المقابل، ترى تل أبيب أن "قطع الرأس" قد يشلّ نظام طهران، لكنها تدرك أيضًا أن غياب خليفة واضح للمرشد الأعلى علي خامنئي قد يجعل ردّ إيران أكثر تهورًا أو أكثر حذرًا، بحسب من سيتولى القيادة. كشفت المواجهة الأخيرة أن الطرفين يمتلكان القدرة على الضرب بعمق داخل حدود الآخر. ومع أن إيران امتنعت عن تفعيل حلفائها في لبنان وسوريا والعراق خلال الجولة الماضية، إلا أن الجولة المقبلة قد تكون متعددة الجبهات. طهران أدركت أنها لا تستطيع خوض حرب شاملة منفردة، وإسرائيل أدركت أن الردع الذي تعتمد عليه قد يتلاشى في أي لحظة".

تابع:" روسيا، المدينة لإيران بدعمها العسكري في أوكرانيا، تردّ الجميل عبر تزويدها بمعدات حرب إلكترونية وذخائر ومعلومات استخباراتية، دون الانخراط المباشر في أي مواجهة. أما الصين، فتهدف إلى احتواء التصعيد خشية تأثيره على إمدادات الطاقة واستقرار الشرق الأوسط، لكنها في الوقت نفسه ترى في طهران ثقلًا موازنًا للنفوذ الأميركي. الأسئلة المطروحة في واشنطن وتل أبيب وطهران واحدة: من سيطلق الشرارة المقبلة؟ ومتى؟ فاغتيال جديد أو سوء تقدير بسيط قد يشعل حربًا إقليمية مفتوحة. في حين يواصل البرنامج النووي الإيراني تقدمه رغم الأضرار، وتراكم طهران مزيدًا من الصواريخ الدقيقة، تبقى المنطقة في حالة توتر دائم".

ختم:" الهدوء الحالي ليس سلامًا، بل هدنة هشة تسبق العاصفة. وفي الوقت الذي تستعد فيه غرف العمليات في تل أبيب وطهران لمرحلة “الجزء الثاني”، يخشى المراقبون أن يتحول هذا الاستعداد نفسه إلى نبوءة تتحقق بذاتها — حرب شاملة قد تغيّر وجه الشرق الأوسط".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك