نشر موقع "إرم نيوز" الإماراتي تقريراً جديداً تحدث فيه عن مسار انهيار المحور الإيراني في الشرق الأوسط منذ 7 تشرين الأول 2023، تاريخ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها حركة "حماس" في غزة ضد إسرائيل.
التقرير يقول إنه "في حرب الـ12 يوماً خلال شهر حزيران الماضي، أكدت سلسلة الضربات الإسرائيلية على إيران مدى التدهور الذي لحق بهذا المحور منذ تشرين الأول 2023، حيث تلقت كل أذرع المحور ضربات مؤثرة على طول وعرض الإقليم".
وتابع: "ربّما لم يُدمّر المحور تماماً، كما تنقل صحيفة نيويورك تايمز عن مهند الحاج علي، الباحث البارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، لكنه تضاءل بشكل ملحوظ وتحوّل إلى محور سهل المنال ينتظر الضربات الإسرائيلية القادمة، بدلًا من أخذ زمام المبادرة".
وكانت إيران عملت على تعزيز شبكة الجماعات المسلحة، التي تضم حماس، وحزب الله، والحوثيين، والجماعات في العراق، لتمكينها من تنفيذ هجمات على إسرائيل وتزويد طهران بحلفاء في المنطقة، يمكن أن يشكلوا رادعاً ضد الهجمات الإسرائيلية على إيران.
وبعد الهجمات التي شنّتها إسرائيل على المحور إثر هجوم السابع من تشرين الأول 2023، من غزة إلى بيروت ودمشق وبغداد حتى صنعاء، أصبح ردّ فعل المحور خجولاً بشكل متزايد.
ووفق "نيويورك تايمز"، فقد تدهورت حركة حماس، التي حكمت غزة لفترة طويلة، بعد الحرب المدمّرة وغير المسبوقة على القطاع.
وفي لبنان، يعاني "حزب الله" خسائرَ فادحة بعد حربه التي استمرت 14 شهراً مع إسرائيل والتي قضت على كبار القادة في الحزب، ودمّرت معظم ترسانته، وتركت البلاد مع فاتورة بمليارات الدولارات لإعادة الإعمار، وفق ما يقول تقرير "إرم نيوز".
كذلك، خسر كلٌّ من حزب الله وإيران حليفاً رئيساً في كانون الأول 2024، بعد أن أطاح المعارضون السوريون بنظام الرئيس بشار الأسد، الحليف الرئيس لطهران في المنطقة، وقطعوا الطريق البرّي الرئيس الذي كانت تستخدمه لتزويد حزب الله في لبنان بالأسلحة والأموال.
وفي العراق، انكفأت سريعاً الجماعات المدعومة من إيران، عن الانخراط أكثر في ما يُعرف بـ "جبهة الإسناد"، بعد تقارير صحفية كشفت عن "وعيد" الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وأنها ستواجه هجمات "ساحقة" تنهي وجودها بالكامل، كما كشفت صحيفة "التايمز" في تقرير سابق.
ولم تبد تلك الجماعات التي يقدر عددها بالعشرات أيّ "إسناد" لطهران عندما تعرّضت صيف هذا العام لهجمات أمريكية وإسرائيلية "نادرة"، رغم ما نُسب للأمين العام لما يعرف بـ"كتائب سيد الشهداء" أبو علاء الولائي في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي من أنه إذا اندلعت الحرب فإن مئات الانتحاريين سيأتون في الوقت المناسب.
ويبدو الآن أن أقوى ذراع في هذا المحور هي الحوثيون في شمال غرب اليمن، الذين يطلقون الصواريخ والطائرات من دون طيار على إسرائيل ويستهدفون السفن في البحر الأحمر منذ تشرين الثاني 2023، في ما وصفه مسؤولون حوثيون بأنه حملة تضامن مع الفلسطينيين في غزة.
بيدَ أن الجماعة التي تسيطر على أجزاء واسعة من اليمن بما في ذلك العاصمة التاريخية، صنعاء، تعرّضت لهجمات إسرائيلية مؤثّرة، قتلت إحداها في نهاية آب الماضي، وزراء في الحكومة التابعة للحوثيين بمن في ذلك رئيسها أحمد الرهوي.
إلى ذلك، وصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تحالف إيران وأذرعها بـ "الأجوف"، وذلك في تقرير عقب حرب الـ 12 يوماً في حزيران الماضي، وقالت إنه "لسنوات، حذّرت إسرائيل وحلفاؤها من محور يربط إيران وحزب الله وحماس وآخرين، ومع اندلاع الحرب الآن، يبدو هذا التحالف أجوف".
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن التحالف "تفكك" في أول حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران، بعدما هاجمت تل أبيب طهران بشكل نادر، وردّت إيران، بأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي، بإطلاق الصواريخ والتصريحات والوعود بالانتقام، "لكن عندما نظرت حولها، اكتشفت أنها وحيدة".
وبحسب "هآرتس" أيضاً، فإن أذرع إيران من بيروت إلى صنعاء لم تكن "سوى سوط تضرب به من حين لآخر، ولكن في الممارسة العملية، كانت هذه المنظمات تفتقر إلى عنصر الردع الإستراتيجي الطويل الأمد، ضد دولة تتمتع بتفوق عسكري، مثل: إسرائيل وداعمها المباشر الولايات المتحدة".
بدورها، تذهب صحيفة "الصباح" التركية للقول إنَّ ترامب كان هو من تسبّب في انهيار شبكة وكلاء إيران خلال رئاسته الأولى، ففي إطار سياسة "الضغط الأقصى"، انسحبت الولايات المتحدة عام 2018 من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميًّا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
ووجّه ترامب في نهاية ولايته الأولى أكبر ضربة لطهران عندما أمر بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، العقل المدبر وراء شبكات وكلاء إيران، في بغداد في كانون الثاني 2020 في غارة جوية بطائرة مسيرة.
وفي ولايته الثانية، استكمل ترامب مهمة استهداف "محور إيران"، عبر تحييد كامل للجماعات العراقية، والانخراط في ضربات مباشرة ضد إيران والحوثيين، والضغط السياسي على حزب الله المنهك عسكرياً. (إرم نيوز)