كرّمت جامعة البابا ليو الثالث عشر في روما، بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها، سفير
السودان لدى
إيطاليا عماد الدين الميرغني، في احتفال ضمّ نخبة من السفراء الأجانب وفاعليات إيطالية ودولية، بالإضافة إلى حضور جمعية الصداقة
الإيطالية العربية التي لعبت دورًا مهمًا في نجاح هذا الحدث.
وأكد رئيس الجامعة، كريستيان رابوني، أن التكريم جاء تعبيرًا عن تضامن الشعب
الإيطالي مع السودان وشعبه، مشيرًا إلى أن السودان دولة ذات تاريخ وحضارة عريقة يجب الحفاظ عليها، وأن الجامعة أرادت عبر هذا التكريم توجيه رسالة أمل ودعم للسودان.
وخلال تسلمه الجائزة، أعرب السفير السوداني عن سروره بالمشاركة في الاحتفال الرسمي، شكر القائمين على الأكاديمية ورئيسها، بالإضافة إلى رئيس الأساقفة في الفاتيكان أنطونيو ستيليانو. وأوضح أن هذه الذكرى تُبرز دور الدبلوماسية الثقافية وأهمية تعميق التواصل بين الثقافات والأديان، مؤكدًا أن الحدث يعكس العلاقة التاريخية والتعاون الوثيق بين الشعبين السوداني والإيطالي.
تجدر الإشارة إلى أن جامعة ليو الثالث عشر تُعرف بدورها المؤثر في وضع أسس التعليم الاجتماعي الكاثوليكي الحديث، مستندةً إلى رسالته العامة الشهيرة "الشؤون الجديدة" (Rerum Novarum) الصادرة في 15 أيار 1891، والتي تناولت حقوق العمال وظروفهم في ظل التحولات الصناعية.
ولد البابا جواكينو بيشي في 2 آذار 1810 بمدينة كاربينيتو جنوب روما لعائلة نبيلة، وتميز منذ صغره بتفوقه العلمي. وبعد وفاة البابا بيوس التاسع في عام 1878، قاد الكنيسة لمدة 25 عامًا، ليصبح ثالث أطول بابا خدمة بعد بيوس التاسع ويوحنا بولس الثاني.
على الصعيد الفكري، أعاد البابا الاعتبار لفكر القديس توما الأكويني، ووصفه بـ"درع الإيمان الكاثوليكي"، وأسس
أكاديمية في روما تُعنى بهذا الفكر، ما أسهم في نشوء حركة فكرية لاهوتية خلال النصف الأول من القرن العشرين. كما كانت رسالته "الشؤون الجديدة" محورًا هامًا في خطاب الكنيسة الاجتماعي، إذ ناقشت مسائل مثل الملكية الخاصة، الأجر العادل، وحق تشكيل النقابات من منظور ديني، وهو ما اعتبره المؤرخ إيمون دافي نقطة تحول نوعية في مسار الكنيسة الاجتماعي وأثرها في دعم الطبقة العاملة أخلاقيًا.
هذا التكريم يعكس ليس فقط تقدير الجامعة للجهود الدبلوماسية السودانية، بل أيضًا حرص المؤسسات الأكاديمية على تعزيز جسور الحوار الثقافي بين الشعوب