Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Telegraph": اتفاق السلام في غزة كابوس لروسيا والصين

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
17-10-2025 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1430553-638962948161130037.png
Doc-P-1430553-638962948161130037.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن "النتيجة الأكثر أهمية والأكثر إلحاحاً لاتفاق غزة هي احتمالية تحفيز تسوية أوسع نطاقاً مع إسرائيل. وبهدف منع هذا التقارب، شنت حماس هجومها في 7 تشرين الأول 2023، وانضم إليهم على الفور حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن، بدعم من رعاتهم الإيرانيين. جميعهم كانوا يكرهون اليهود والدولة اليهودية، لكن هذا لم يكن جديدًا. فما الدافع وراء هجوم حماس قبل عامين؟ الجواب هو احتمال انضمام السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم، وشراكتها مع إسرائيل، وعزل الإرهابيين وإيران على حد سواء".
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "في الأشهر التي سبقت الهجوم، ألمح السعوديون مرارًا إلى أنهم على وشك إبرام صفقة مع إسرائيل، وقد شجعوا بالفعل حلفاءهم الأصغر على الانضمام إلى الاتفاقات لاختبار رد الفعل المحلي. وفي الواقع، كانت الأمور تسير على ما يرام. لكن النظام الإسلامي في طهران كان يعلم أن قتل أكثر من 1200 إسرائيلي في هجوم غير مبرر سيضمن ردًا عسكريًا ويُعيق أي صفقة إقليمية أوسع طالما استمرت الحرب، وكان يعلم أن أخذ الرهائن واحتجازهم سيطيل أمد الصراع. لقد أدرك الحكام الإيرانيون أيضاً أن استخدام المدنيين في غزة كـ"دروع واقية" من شأنه أن يؤدي إلى مقتل الآلاف من المسلمين في الحرب، بغض النظر عن مدى حرص إسرائيل على تجنب تلك الخسائر. إن سقوط قتلى مدنيين وعمليات التدمير من شأنها أن تشكل عقبة أمام السلام الإقليمي طالما استمر القتال. وفي الوقت عينه، فإن القتال من شأنه أن يحول الانتباه عن الهدف الاستراتيجي الأساسي لإيران: بناء سلاح نووي قابل للتنفيذ لتهديد إسرائيل وربما القضاء عليها بالكامل".

وتابعت الصحيفة، "لمدة عامين تقريبًا، نجحت إيران ووكلاؤها في تحقيق أهدافهم. أولًا، صدت إسرائيل الهجوم من غزة وجنوب لبنان، ومن ثم بدأت بتفكيك "حلقة النار" بشكل منهجي، أي الشبكات الإرهابية التي أقامتها إيران حول إسرائيل. وبعد أن شُلّت تلك الشبكات ولم تعد تُشكّل تهديدًا استراتيجيًا، انتقلت الدولة اليهودية إلى هدفها الرئيسي: إيران وبرنامجها النووي. فقد تمكنت إسرائيل من تدمير جزء كبير من هذا البرنامج بمفردها، لكن بعضه كان مدفونًا في أعماق الأرض، بعيدًا عن متناول طائراتها المقاتلة. ولتدمير تلك المنشآت العميقة، احتاجت إسرائيل مساعدة من أميركا بقنابلها الثقيلة الخارقة وطائراتها الضخمة الشبحية لنقلها. ومن المرجح جداً أن يكون النجاح المشترك الذي حققته القوات الجوية الإسرائيلية والأميركية قد أدى إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية وتأخير إعادة بنائها لسنوات".

وأضافت الصحيفة، "لم تتوقع إيران مطلقا هذا الرد الشامل المدمر، أو نجاحه الكامل. وفي الواقع، لم يعني هذا النجاح ضعف "حلقة النار" فحسب، بل ضعف ظهران أيضًا، فلم تعد إيران قادرة على تمويل الإرهابيين أو تجديد أسلحتهم. وقد مهد هذا الطريق لاستسلام حماس فعلياً، ونهاية القتال الرئيسي في غزة، وتنحية إيران باعتبارها الدولة الأقوى في المنطقة. أما النتيجة الإقليمية الأهم فهي أن إسرائيل خرجت منتصرةً كلياً كـ"الحصان القوي" في الشرق الأوسط. فقد أثبتت قوتها الساحقة، ليس عسكرياً فحسب، بل اقتصادياً وتكنولوجياً أيضاً، في منطقة لا تحترم إلا القوة. علاوة على ذلك، أثبتت استعدادها لاستخدام قوتها العسكرية لحماية مصالحها الحيوية. والآن بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وعودة الرهائن، فإن السؤال الواضح هو: "ماذا سيحدث بعد ذلك؟" ركز معظم المعلقين على مستقبل غزة الغامض، وعلى ما إذا كانت حماس أو غيرها من الجماعات الإرهابية هناك ستعود إلى الظهور، وما إذا كانت "المرحلة الثانية" من خطة السلام ستُنفذ بالفعل. على الرغم من أهمية هذه القضايا، إلا أنها ليست الأهم محليًا وعالميًا". 

وبحسب الصحيفة، "إن تدمير طهران يعني أن الإيرانيين والفلسطينيين لم يعودوا قادرين على عرقلة تسوية إقليمية أوسع، وهذه التسوية تعتمد على شراكات مع إسرائيل. وفي الحقيقة، ستكون السعودية هي المفتاح، عندما توقع أخيرًا على اتفاقيات أبراهيم. ولكن روسيا والصين تعرّضتا أيضًا لتهميش متزايد كلاعبين في الشرق الأوسط. فقد أمضت روسيا، على وجه الخصوص، عقودًا في إبراز قوتها وتوسيع مكانتها الإقليمية، واستند هذا الدور بشكل رئيسي إلى تحالفها مع نظام بشار الأسد في سوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية. اليوم، رحل نظام الأسد، وسيظل بديله، وإن لم يكن صديقًا لإسرائيل، حذرًا من مواجهة جارته القوية دون دعم خارجي كبير، ولا يمكنه الحصول على هذا الدعم من إيران، التي أصبحت الآن أضعف من أن توفره".

ورأت الصحيفة أنه "مع تراجع نفوذ إيران، من المتوقع أن تتولى تركيا قيادة العالم الإسلامي، وتأمل أنقرة في جعل سوريا شريكًا ثانويًا، والحد من نفوذ الأكراد، وترسيخ مكانتها كعدو إقليمي رئيسي لإسرائيل. هذا احتمال مثير للمتاعب بالنسبة للقدس، ولكنه ليس سيئاً على الإطلاق مثل إيران القوية التي تقف على أعتاب امتلاك الأسلحة النووية. على الصعيد العالمي، برز الرئيس دونالد ترامب كأهم زعيم أميركي منذ رونالد ريغان، فإنجازه المتمثل في اتفاق إقليمي يشمل إسرائيل والدول الإسلامية غير مسبوق. ومع هذا التحول الجذري، رسّخت أميركا وإسرائيل مكانتهما كقوتين رئيسيتين في الشرق الأوسط، عسكريًا واقتصاديًا. وهذا هو الواقع حتى لو كانت المرحلة الثانية في غزة تسير بشكل سيء".

وبحسب الصحيفة، "أهداف إسرائيل سهلة الفهم، وإن كانت صعبة التنفيذ، فهي تريد ردع التهديدات الموجهة ضد سكانها المدنيين ومواصلة نموها الاقتصادي. أما أهداف أميركا فهي أكثر تعقيدًا. ففي عهد ترامب، تريد إسرائيل ترسيخ مكانتها كقوة خارجية وحيدة في المنطقة، ولكن الأهم من ذلك، أنها تريد تحقيق ذلك بتأثير أصغر بكثير وأقل تكلفة، وهذا يعني أن القوى الإقليمية ستدفع تكاليف إعادة إعمار غزة وأمنها. ما يريده ترامب هو منطقة هادئة لا تُهدر موارد الولايات المتحدة، وتحافظ على علاقات وثيقة مع واشنطن، وتُقصي القوى الكبرى الأخرى، وتضخ كميات كبيرة من النفط، وتُغذي النمو الاقتصادي الأميركي بانخفاض أسعار الطاقة".

وتابعت الصحيفة، "إذا كانت أميركا تريد إبقاء عدد أقل من القوات على الأرض في الشرق الأوسط وعدد أقل من السفن في البحر هناك، فإلى أين ستتجه لاحقاً؟ الجواب هو أنها ستتجه إلى الشرق الأقصى، لاحتواء الصين وردع التهديدات لتايوان وكوريا الجنوبية واليابان. وفي الواقع، تُمثل هذه المنطقة التحدي الكبير المقبل لأميركا، ولقد أجّلت الاضطرابات في الشرق الأوسط هذا الالتزام العسكري الشامل. لكن هذا تغير الآن. ولكن ماذا عن الحرب في أوكرانيا؟ ترامب مصمم على أن يدفع الأوروبيون ثمن ذلك. ويواصل ترامب القول إن الجهد الأميركي الأوروبي المشترك قادر على دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات. في الحقيقة، إنه أمرٌ ممكن، ولكنه مستبعد. فلقد راهن بوتين بنظامه وحياته على النصر في أوكرانيا، ولا يمكنه التوقف الآن، وليس لديه ما يُبرر هذه التضحية الجسيمة. إن الصفقة الوحيدة التي قد يفكر فيها بوتين هي تلك التي يستطيع النراجع عنها بمجرد إعادة تعبئة جيشه".

وختم الموقع، "بالنسبة للولايات المتحدة، تعني اتفاقية غزة تواجدًا أصغر وأقل تكلفة في الشرق الأوسط وأوروبا، ولكن، وللمفارقة، دورًا أكثر أهمية هناك، كما أنها تتيح التزامًا أكبر بكثير تجاه الشرق الأقصى، بهدف ردع بكين. تُعدّ هذه التغييرات بمثابة أخبار سيئة لأعداء الغرب في إيران والصين وروسيا، لكنها تُعدّ أخبارًا سارة جدًا لأميركا وحلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا". 
 
المصدر: لبنان24
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban