تتجه بوليفيا إلى جولة إعادة رئاسية اليوم الأحد، في سباق محتدم يختار فيه الناخبون أي مرشح محافظ ورأسمالي يمكنه معالجة الأزمة الاقتصادية بعد نحو عقدين من حكم "الحركة نحو الاشتراكية". منذ 2023 تعيش البلاد نقصًا حادًا في الدولار، ما قيّد المدخرات وأعاق الواردات، فيما يوازي سعر البوليفيانو في السوق السوداء نصف السعر الرسمي. وارتفع التضخم السنوي إلى 23% الشهر الماضي، وهو الأعلى منذ 1991، بالتزامن مع شح الوقود وشلل قطاعات واسعة.
يقدّم الرئيس اليميني السابق
خورخي "توتو" كيروجا والسيناتور الوسطي
رودريغو باز نفسيهما كخيارين للتغيير، متعهدين بطيّ صفحة الشعبوية التي أنهكت الميزانية في عهد حزب MAS الذي أسسه إيفو موراليس. وبعد خسارة تاريخية للحزب في انتخابات 17 آب نتيجة الانقسامات واصطفاف الطوابير أمام محطات الوقود، يتعهد المرشحان بإنهاء سعر الصرف الثابت، وإعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة، وجذب الاستثمارات، مع تمايز في سرعة وحدّة التنفيذ.
يريد كيروجا ضخ الدولارات فورًا عبر حزمة إنقاذ من
صندوق النقد الدولي ومقرضين متعددي الأطراف، مقابل خفض حاد للإنفاق يشمل تقليص دعم الوقود ورواتب القطاع العام وفصل الدولة عن
الغاز والتعدين. في المقابل، يفضّل باز نهجًا تدريجيًا بإلغاء دعم الوقود على مراحل وتوسيع الحماية الاجتماعية على غرار برامج المساعدات النقدية للفئات الأشد فقرًا، مع التعويل على تقنين السوق السوداء ومكافحة الفساد بدل اللجوء المباشر إلى صندوق النقد.
يصوّت نحو 7.9 ملايين بوليفي في اقتراع إلزامي. ويستند كيروجا إلى خبرته القصيرة في الرئاسة بين 2001 و2002، فيما صعد باز—نجل الرئيس السابق خايمي باز زامورا—من قاع استطلاعات الرأي إلى صدارة اقتراع
أغسطس من دون حسم، مدعومًا بصورة شريكه إدمان لارا كدخيل هزّ المزاج العام بشعارات "رأسمالية للجميع" وفعاليات ميدانية بسيطة.