أثارت الاشتباكات التي وقعت الأحد في مدينة رفح جنوبي
قطاع غزة، مخاوف متصاعدة من أن تتحول إلى ذريعة جديدة لإسرائيل لاستئناف الحرب على القطاع، في وقت تسعى فيه عدة أطراف إلى الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الهش.
وأعادت الاشتباكات الجدل حول دور حركة
حماس ومسؤوليتها المحتملة، رغم نفيها القاطع لأي علاقة لها بالحوادث الأخيرة، وهو ما أكده مدير المؤسسة
الفلسطينية للإعلام "فيميد" إبراهيم المدهون في حديثه لبرنامج "رادار" على قناة "
سكاي نيوز عربية"، قائلا: "الرواية
الإسرائيلية غامضة ومغلوطة، وحماس أصدرت بيانات تؤكد أنه لا علاقة لها بما حدث في رفح".
وأضاف المدهون أن "أولويات الحركة اليوم هي إغاثة الشعب الفلسطيني وترتيب الأوضاع الداخلية"، معتبرا أن
إسرائيل تسعى إلى استغلال أي خرق لتعطيل المسار السياسي، موضحا: "عدم إعطاء إسرائيل الذريعة هذا أمر مهم... هذا أمر يديم وقف إطلاق النار ويجعله مستداما".
في المقابل، اعتبر إياد أبو زنيت، المتحدث باسم حركة فتح، أن تكرار مثل هذه الحوادث قد يمنح تل أبيب المبررات الكافية للعودة إلى الحرب، خاصة في ظل حكومة "تعتمد على الحرب لتجديد شرعيتها"، وفق تعبيره.
وأضاف: "بنيامين نتنياهو إذا امتلك ترف الوقت وترف التفكير سيعاود
الكرة مرة أخرى باتجاه الحرب... هذه حكومة تعيش على الحرب وتتكسب من
الدم الفلسطيني".
كما لفت أبو زنيت إلى أن الممارسات الأخيرة لحماس، مثل الإعدامات الميدانية، قد تضعها في دائرة الانتقادات الدولية وتوفر غطاءً إضافيا لإسرائيل، قائلا: "بمثل هذه الطريقة، هذا قد يوفر لإسرائيل غطاء، وقد تقع حماس أصلاً في الفخ، وهو فخ الانتقادات الحقوقية".
من جهته، ذكر المدهون أن التصعيد
الإسرائيلي قد يكون جزءا من خطة لخلق "وقائع جديدة على الأرض" قبل زيارة وفد أميركي رفيع، قائلا: "هو يستبق زيارة الوفد الأميركي... ليغرق الساحة بجدليات الاختراقات... كما يحاول اغتيال شخصيات فلسطينية لم يتمكن من استهدافها خلال الحرب".
وأعاد حادث رفح أيضا الجدل الفلسطيني الداخلي بشأن سلاح حماس، حيث دعا أبو زنيت إلى تسليم السلاح إلى جهة فلسطينية أو فلسطينية–
مصرية كوديعة، قائلا: "إذا كان سلاح حماس هو الذي سيعطي الذريعة لاستمرار الفصل بين الضفة وغزة، يجب التفكير جديا في تسليمه كوديعة... حتى لا يكون هناك مبرر لإسرائيل بشن هجمات".
لكن المدهون رفض هذا الطرح في هذه المرحلة، معتبرا أن التركيز يجب أن يكون على إلزام إسرائيل بالاتفاق، مضيفا: "أولوية حماس الآن هي تثبيت المرحلة الأولى من الاتفاق وفتح معبر رفح... وموضوع السلاح يحتاج إلى حوار وطني فلسطيني".