ذكر موقع "National Interest" الأميركي أن "الطائرات من دون طيار أضافت طبقة أخرى من التعقيد إلى العمليات البرية في
أوكرانيا. وفي الواقع تتفاوت فعالية التدابير المضادة للطائرات المسيّرة. فحتى عندما تنجح هذه التدابير، فقد لا يكون ذلك كافيًا، إذ يستخدم كلا الجانبين مئات الأنظمة الجوية المسيّرة يوميًا، لمطاردة قوات العدوّ، وضرب أهداف عسكرية وبنية تحتية رئيسية، أو استطلاع ساحة المعركة. لذا، غالبًا ما يلجأ الطرفان إلى أساليب قديمة وأكثر تقليدية لإخفاء تحركاتهما".
وبحسب الموقع، "كوسيلة لمواجهة أنظمة الطائرات من دون طيار
الأوكرانية، يستغل الجيش الروسي الظروف الجوية السيئة لإخفاء هجماته. وفي تحديث استخباراتي صدر مؤخرا، قال معهد دراسة الحرب إن "القوات الروسية تبدو وكأنها تنفذ هجمات ميكانيكية أكبر خلال الظروف الجوية الممطرة والضبابية، وهو ما يعقد عمليات الطائرات من دون طيار الأوكرانية". في الحقيقة، إن هذه الخدعة القديمة، والتي تتمثل باستغلالُ الأحوال الجوية لإخفاء تحركات القوات العسكرية، قد تكون فعّالةً للغاية. وللجيش الروسي تاريخٌ طويلٌ وناجحٌ في استخدام الخداع، أو عقيدة ماسكيروفكا، لتحقيق أهدافه".
وتابع الموقع، "استخدم الجيش الأوكراني أنظمة الطائرات المسيّرة بفعالية كبيرة لرصد واستهداف تجمعات المدرعات والمركبات الروسية. وعادة، قبل شن هجوم ميكانيكي ضد المواقع الأوكرانية، تقوم القوات الروسية بجمع الأصول المتاحة، بما في ذلك الدبابات القتالية الرئيسية، ومركبات المشاة القتالية، وناقلات الجنود المدرعة، والشاحنات التكتيكية، والمدفعية. وتزامنت الهجمات الروسية الآلية الكبيرة في الآونة الأخيرة مع ظروف جوية سيئة، بما في ذلك هطول الأمطار الغزيرة والضباب".
وأضاف الموقع، "بالإضافة إلى الاعتماد على الظروف الجوية السيئة لإخفاء الهجمات الميكانيكية الكبيرة، تحاول القوات الروسية مرة أخرى تنفيذ عمليات بالأسلحة المشتركة. وأضاف معهد دراسة الحرب في تقييمه أن "القوات الروسية قد تعود أيضًا إلى تنفيذ هجمات ميكانيكية في المناطق التي تواجه فيها المشاة الروسية صعوبة في التقدم". وتخوض القوات الأوكرانية حملة دفاعية، مُنشئةً معاقل مُحصّنة أينما أمكنها ذلك. إن هجمات المشاة لا تُمكّن من الاستيلاء على مواقع شديدة التحصين، كما تكتشف القوات الروسية، لذا، يُحاول الجيش الروسي مُجددًا شنّ هجمات محدودة بالأسلحة المُشتركة لتعظيم فرص النجاح، لا سيما في منطقة عمليات
دونباس".
وبحسب الموقع، "تسعى عمليات الأسلحة المشتركة إلى دمج أسلحة مختلفة، مثل المشاة ومهندسي القتال والمدفعية والقوات الجوية والمدرعات والطائرات المسيّرة، في ضربة واحدة لاختراق دفاعات العدوّ. وإذا استُخدمت هذه العمليات بفعالية، يصعب الدفاع ضدها. ووفقًا لتقديرات معهد دراسة الحرب، "قد تعود هذه الوحدات إلى تنفيذ هجمات ميكانيكية في مواجهة مواقع دفاعية أوكرانية أكثر تحديًا بالقرب من شاخوف، أو ربما بعد أن تقدر القوات الروسية أن الدفاعات الأوكرانية قد استنفدت بعد أسابيع من هجمات المشاة الروسية"."
وختم الموقع، "رغم حيل الخداع والتكتيكات المحدثة، تواصل القوات الروسية تكبد خسائر فادحة يومياً مقابل تقدم محدود على الأرض".