Advertisement

عربي-دولي

اتفاق غزة.. هل يكون بابًا لـ"سلام إبراهيمي" جديد

Lebanon 24
21-10-2025 | 00:40
A-
A+
Doc-P-1431987-638966297388761506.png
Doc-P-1431987-638966297388761506.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدا أن المنطقة تقف على أعتاب مرحلة جديدة من التحولات السياسية والجيوسياسية، إذ تحولت الهدنة إلى ما يشبه الشرارة الأولى في مسار أوسع لإعادة رسم خريطة العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، تحت مظلة ما يُعرف بـ"السلام الإبراهيمي".
Advertisement

وبينما يرى البعض في الاتفاق فرصة لإحياء مشروع السلام الإقليمي، تبرز تساؤلات عميقة حول مدى واقعية هذا المسار، في ظل استمرار التوترات الميدانية، وتباين المواقف بين الأطراف العربية والإسرائيلية، وتضارب الرؤى الأميركية بشأن مستقبل الشرق الأوسط.

يرى المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي، أن الحديث عن سلام شامل ما زال مبكراً، موضحاً أن "الحرب في غزة لم تضع أوزارها بعد، والضحايا لا يزالون يسقطون يومياً، فيما الغارات الإسرائيلية مستمرة على لبنان وسوريا، ما يجعل وقف إطلاق النار غير مكتمل فعلياً".

وأكد اليامي، في حديثه لغرفة الأخبار في سكاي نيوز عربية، أن الظروف الحالية لا توفر بعد الأسس الكافية لإنجاح اتفاقية سلام دائمة، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية كانت منذ البداية واضحة في موقفها: "لا تطبيع مع إسرائيل قبل ضمان حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967."

وشدد على أن المبادرة العربية للسلام التي أطلقتها السعودية عام 2002 لا تزال الإطار المرجعي الوحيد لأي اتفاق مستقبلي، موضحاً أن "أي عملية تطبيع يجب أن تنسجم مع هذه المبادرة وتكفل العدالة للفلسطينيين، وإلا فلن تكون قابلة للحياة".

أما محلل الشؤون الأميركية موفق حرب، فاعتبر أن اتفاق وقف النار أعاد رفع سقف التوقعات بشأن توسع اتفاقيات "السلام الإبراهيمي"، ولا سيما إمكانية انضمام السعودية إليها، لكنه استبعد إعلان اتفاق شامل في الوقت الراهن.

وقال حرب إن "الظروف الحالية، خاصة بعد معارك غزة الأخيرة، تجعل من الصعب الانتقال مباشرة نحو سلام كامل"، مشيراً إلى أن بعض المراقبين يتحدثون عن تطبيع جزئي أو مرحلي كمقدمة لتفاهمات أوسع في المستقبل.

وأوضح أن العقبة الجوهرية تكمن في الشرط السعودي بإقامة دولة فلسطينية، وهو مطلب لا تبدو الحكومة الإسرائيلية الحالية مستعدة لتنفيذه، مما يعطل أي اتفاق نهائي. وأضاف: "السعودية تمتلك أوراقاً دبلوماسية قوية تؤهلها لقيادة مسار سلام متوازن، لكن نجاح هذا المسار رهن بالتزام جميع الأطراف بالشروط العربية."

وأشار حرب إلى أن الدعم الأميركي لإسرائيل لا يزال ثابتاً، وأن واشنطن تستخدم نفوذها للحفاظ على ميزان القوة القائم، مؤكداً أن أي اتفاق لا يضمن حقوق الفلسطينيين واستقرار المنطقة سيكون هشاً وقصير الأمد.

من جانبه، شدد الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مئير كوهين على أن خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة تمثل، من وجهة نظر إسرائيلية، أساساً يمكن البناء عليه لتوسيع دائرة "السلام الإبراهيمي"، وصولاً إلى انضمام السعودية للمسار.

وأشار كوهين إلى أن العمليات القتالية وخرق الاتفاقيات من جانب الفصائل الفلسطينية تعقّد المشهد، وتفرض على إسرائيل الرد عسكرياً، لكنه أكد أن ذلك لا يعني رغبة إسرائيل في التوسع أو فرض السيطرة، بل في ضمان أمنها الداخلي.

وأضاف أن "أي اختراق في مسار التطبيع مع السعودية سيمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دفعة سياسية قوية في الانتخابات المقبلة"، مذكّراً بأن تحقيق السلام "ليس مسؤولية إسرائيل وحدها، بل مسؤولية جماعية عربية وإقليمية".

كما لفت إلى أن الانقسام الفلسطيني الداخلي بين السلطة وحركة حماس يشكل إحدى العقبات الكبرى أمام التوصل إلى دولة فلسطينية موحدة، ما يجعل المفاوضات أكثر تعقيداً.

الملف السوري واللبناني في المعادلة الإقليمية

أما الخبير في الشؤون السورية ـ الإسرائيلية خالد خليل، فاعتبر أن قمة شرم الشيخ الأخيرة شكّلت منعطفاً مهماً في إعادة ترتيب معادلات السلام الإقليمي. وقال إن الحرب الأخيرة في غزة كبّدت إسرائيل خسائر سياسية واقتصادية كبيرة، وأضعفت صورتها على الساحة الدولية، ما دفع واشنطن إلى تسريع خطواتها نحو اتفاق يدمج العرب وإسرائيل في منظومة أمنية واقتصادية مشتركة.

وأضاف خليل أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة هندسة التوازنات الإقليمية بما يحدّ من نفوذ إيران والفصائل المسلحة، ويؤسس لاستقرار طويل الأمد.

لكنه حذّر من أن السياسات الأيديولوجية لحكومة نتنياهو تعيق فرص السلام الحقيقي، مشدداً على ضرورة أن تراعي أي تسوية مستقبلية مصالح الدول العربية وحقوق الفلسطينيين لضمان استدامة الحل.

وأشار إلى أن الملف السوري يبقى أحد أكبر التحديات، خصوصاً في ما يتعلق بالجولان والترتيبات الحدودية، مؤكداً أن السلام المنفرد بين سوريا وإسرائيل غير ممكن، بل يجب أن يكون جزءاً من اتفاق عربي شامل.

أما بالنسبة إلى لبنان، فرأى خليل أن معادلة السلام معه "أقل تعقيداً نسبياً"، لكنها تظل مرتبطة بحلّ الملفين السوري والفلسطيني، وختم بالقول: "السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يكون حقيقياً ما لم يُبنَ على العدالة، وليس على موازين القوة."
 
(سكاي نيوز عربية)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك