Advertisement

عربي-دولي

هل تعيد بكين رسم خطوط النفوذ في القطب الشمالي؟

Lebanon 24
23-10-2025 | 15:54
A-
A+
Doc-P-1433276-638968569129970673.jpeg
Doc-P-1433276-638968569129970673.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أعادت الصين رسم ملامح مرحلة جديدة في سباق النفوذ بالقطب الشمالي بعدما أطلقت سفينة الحاويات Istanbul Bridge من ميناء نينغبو إلى فيلكستو البريطاني عبر “الطريق البحري الشمالي” الخاضع للسيطرة الروسية.
Advertisement
الرحلة التي استغرقت 20 يومًا فقط، أي نصف المدة المعتادة عبر قناة السويس، كشفت، وفق “جيمس تاون فاونديشن”، عمق الشراكة الروسية-الصينية، لكنها عكست أيضًا طموح بكين الذي يتجاوز الأبعاد التجارية.

يرى الكرملين في الطريق الشمالي ممرًا أقصر وأكثر استدامة بين آسيا وأوروبا، إلا أن الواقع أكثر تعقيدًا: فالمسار يُفتح للملاحة فقط بين يوليو ونوفمبر، ويحتاج إلى كاسحات جليد وبنية تحتية محدودة، فضلًا عن العقوبات الغربية التي تُقيّد استخدامه. حتى الروس يقرّون بأنه “شريان موسمي” لا يبدّل قناة السويس.

في المقابل، تنظر بكين إلى القطب الشمالي كمنصة استراتيجية، إذ استغلت عزلة موسكو لتوسيع حضورها في منطقة كانت حكرًا على القوى القطبية الكبرى. وتقول الخبيرة الروسية ماريا نيكيتينا إن “انخراط الصين في الطريق الشمالي ما كان ليحدث لولا تراجع روسيا”، معتبرةً أن بكين تُثبّت نفسها شريكًا لا غنى عنه.

لكن هذا التقارب لا يخلو من التوتر؛ فبينما تؤكد موسكو قدرتها على تطوير المنطقة بمفردها، تعمل الصين على بناء كاسحات جليد نووية خاصة بها، في خطوة تراها موسكو محاولة للانفصال عن وصايتها التقنية. أما تصريحات لافروف بأن روسيا “قادرة وحدها على تأمين أراضيها القطبية”، فقد حملت رسالة واضحة إلى بكين.

ورغم غياب الصفة القانونية للصين كدولة قطبية، فإن تحركاتها الأخيرة تُظهر أنها تعتبر الوصول إلى الشمال أولوية وطنية. فرحلة Istanbul Bridge لم تكن مجرد تجربة ملاحية، بل إشارة رمزية إلى تحوّلٍ في موازين القوة داخل القطب الشمالي، حيث قد يتحوّل التعاون الصيني-الروسي قريبًا إلى تنافسٍ صامت على الممرات والتكنولوجيا والنفوذ.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك