قال جوشوا يافي، المحلل السابق في وزارة الخارجية الأميركية، لقناة إيران الدولية، إن الهجمات الإسرائيلية خلال الصيف كشفت عن نقاط الضعف العميقة التي تعاني منها طهران، مؤكداً بذلك على اقتراب جيل حاكم من الزوال، حيث أصبحت نظرته إلى الماضي البعيد عالقة في المجهول، حسب موقع "ايران انترناشونال".
وقال يافي إن افتقار طهران إلى أي رد انتقامي ذي معنى كشف عن مدى تعرض المرشد الأعلى خامنئي البالغ من العمر 86 عاما للخطر وكيف فشل الجهاز الأمني الذي بناه على مدى عقود من الزمن في تحقيق الأداء المطلوب.
وأضاف يافي، الذي عمل محللاً لشؤون
الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية لمدة 15 عاماً: "من الصعب للغاية أن نرى كيف يمكن لإيران أن تستعيد شرعيتها".
وقال: "هذا الجيل يتقاعد، أو يندثر، أو يترك مناصبه القيادية، دون خطة انتقالية متماسكة لما سيأتي لاحقًا".
ولفت إلى أنّ إن التحدي
الرئيسي الذي تواجهه إيران هو تحدٍّ جيلي. فالكوادر الثورية التي أفرزتها ثورة 1979 والحرب
الإيرانية العراقية شكّلت مؤسساتٍ رئيسية، مثل الحرس الثوري الإسلامي، وقوات الباسيج المحلية، والتكتلات الاقتصادية التي تُهيمن على قطاعاتٍ كبيرة من الاقتصاد.
ويقول يافي إن ذكريات المظالم التي حدثت قبل عام 1979، مثل عدم المساواة في المناطق الريفية في عهد الشاه، فضلاً عن التعذيب والقتل على يد أجهزته الأمنية، لا تزال عالقة في أذهان الكوادر الحاكمة المتقاعدة.
وأشار إلى أنه "لقد اختارت الحكومة في إيران أن تموت على تلة معينة، وسيموتون هناك ببطء، في نومهم. سيكون انتقالًا بطيئًا وعاديًا للغاية، ومن المرجح أن تكون النتيجة تغييرًا تدريجيًا بدلًا من ثورة مفاجئة".
وقال يافي إن الحركات الإسلامية آخذة في التراجع في مختلف أنحاء المنطقة، مستشهدا بجماعات مهمشة.
وأضاف يافي أن حملة الضغط القصوى التي شنها
دونالد ترامب واغتيال القائد الكبير في الحرس الثوري
الإيراني قاسم سليماني في عام 2020 كانتا نقطتي تحول رئيسيتين.
واستطرد يافي: "تُفضّل إيران العمل في الخفاء. ردّت
إسرائيل والولايات المتحدة بقوة، مُضعفتين وكلائهما - وهو النهج الأكثر فعالية على الأرجح".
وختم بالقول: "خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، سيحدث أمرٌ مهمٌ في إيران. على أي حال، لن تبقى الجمهورية الإسلامية التي نعرفها اليوم". (ايران انترناشونال)