توجّه الناخبون الهولنديون الأربعاء إلى صناديق الاقتراع في انتخابات مبكرة، بعد أقل من عامين على فوز حزب الحرية بزعامة خيرت فيلدرز في تشرين الثاني 2023.
انتهى الائتلاف اليميني الرباعي في حزيران الماضي إثر خلافات حول خطة فيلدرز ذات النقاط العشر لتشديد قيود الهجرة واللجوء، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان".
أشارت استطلاعات الرأي إلى احتمال تصدّر حزب الحرية مجددًا، مع فقدانٍ قد يصل إلى ثلث مقاعده الحالية البالغة 37 من أصل 150 مقعدًا.
أوضح النظام الانتخابي أنّ كل 0.67% من الأصوات منحت مقعدًا واحدًا، وأن تشكيل الحكومات تطلّب عادةً ائتلافات واسعة، إذ شهدت البلاد في السنوات الأخيرة حكومات رباعية واستحقّت تصويت ثقة داخل برلمان يضم 15 حزبًا أو أكثر.
عقّد هذا الواقع مسار ما بعد التصويت بفعل مفاوضات طويلة قد تمتد أشهرًا، فيما أثار انسحاب حزب الحرية غضبًا واسعًا مع اعتبار مطالب فيلدرز—مثل رفض جميع طلبات اللجوء واستخدام الجيش لحماية الحدود—غير قابلة للتنفيذ أو غير قانونية.
واستبعدت الأحزاب الرئيسة الانضمام إلى فيلدرز في ائتلاف جديد منذ ذلك الحين، فيما أصرّ هو على تشكيل حكومة أقلية إذا تصدّر النتائج، محذّرًا بقوله: "إذا كان حزب الحرية هو الحزب الأكبر يوم الأربعاء… فإن
الديمقراطية في
هولندا قد ماتت".
وهيمنت قضية الهجرة على الحملة، وتحوّل خطاب أحزاب معتدلة نحو التشدد، فيما شهدت بعض التظاهرات أعمال عنف أمام مساكن اللاجئين وفي
لاهاي.
ورأى ناخبون أنّ الحكومة المنتهية التي هيمن عليها حزب الحرية بدت من الأكثر عدم فعالية، إذ أخفقت في تشديد نظام الهجرة ومعالجة نقص الإسكان الحاد.
توقّع مراقبون أن تدفع هذه الخيبات الناخبين إلى بدائل تُنادي بـ"حكومة مسؤولة"، مع تقدّم
الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة هنري بونتينبال من 5 إلى 22 مقعدًا وفق التقديرات. (ارم)