حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية
الفرنسية نيكولا ليرنر من أن تهديد الجماعات الإسلامية المسلحة ما زال مرتفعًا رغم التحولات التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة. وفي مقابلة مع صحيفة لو فيغارو، اعتبر ليرنر أن التهديد الإرهابي "يتطور على شكل دورات"، مشيراً إلى محاولات بعض التنظيمات إعادة تأسيس حضور إقليمي خارج
فرنسا بهدف تصدير عملياتها.
ولفت إلى أن الجماعات الناشطة في أفغانستان تمثل خطراً مستمراً تمتد شبكاته نحو
أوروبا وآسيا الوسطى، محدداً ثلاث ساحات أساسية لمراقبة النشاط الإرهابي:
سوريا، المنطقة الأفغانية – الباكستانية، ومنطقة الساحل الأفريقي. واعتبر أن أي استقرار لهذه المجموعات قد يفتح الباب أمام هجمات جديدة تستهدف فرنسا.
وأشار ليرنر إلى أن طبيعة التهديد اليوم تنقسم بين تهديد "مفعّل" تقوده بشكل أساسي ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش، وبين تهديد آخر يصنعه أفراد متأثرون بدعاية جهادية من دون تماس مباشر مع بؤر التوتر، موضحاً أن الشباب الهشّ والمنعزل بات يشكل جزءاً أساسياً من هذه الظاهرة.
وفيما تحدث عن تراجع التنظيمات المركزية كداعش والقاعدة، أكد أن الفروع المحلية تزداد استقلالية وقدرة على التحرك، لافتاً إلى أن انسحاب القوات الفرنسية من الساحل ساهم في ارتفاع منسوب التهديد في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وإن لم يشكّل خطراً مباشراً على فرنسا حالياً.
وأشاد ليرنر بدور
المغرب في
مكافحة الإرهاب، واصفاً أجهزته الأمنية بأنها "شريك أساسي" في تتبّع الشبكات الجهادية.
وختم محذراً من قدرة الفكر الجهادي على استقطاب الأجيال الشابة، مؤكداً ضرورة يقظة استخباراتية وتعاون دولي دائم لمنع أي هجمات محتملة داخل فرنسا أو خارجها.