في عمق ما تبقّى من رفح جنوب
قطاع غزة، تبدو الحرب أبعد ما تكون عن نهايتها. عشرات من مقاتلي حركة
حماس، يتوزّعون على خلايا مستقلة داخل شبكة الأنفاق، ويجدون أنفسهم محاصرين خلف خطوط الجيش
الإسرائيلي منذ بدء الهدنة قبل نحو شهر، لكن ما يبدو معضلة ميدانية يخصّ حوالى 200 مقاتل، تحوّل إلى واحدة من أعقد
القضايا الدبلوماسية على طاولة الوساطة.
خلايا تحت الأرض… بلا خريطة واضحة
لا معلومات دقيقة عن عدد هذه الخلايا أو أماكن انتشارها، إلا أنها تحصّنت منذ تقطيع غزة وفق ما يُعرف بـ"الخط الأصفر". نتنياهو يجزم بأنه لن يسمح بخروج هؤلاء المقاتلين إلى مناطق حماس، فيما تؤكد الحركة أنها لن تستسلم ولن تُسلم سلاحها… لتبقى الأنفاق عالقة بين رفضين متقابلين.
ضغط أميركي مباشر لإغلاق الملف
ووفق معلومات نقلتها "
سي إن إن" عن مصدرين إسرائيليين، تتحرّك إدارة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب لإيجاد حل عملي، وقد أثار جاريد كوشنر القضية خلال اجتماعات مع نتنياهو هذا الأسبوع.
الأميركيون يريدون الانتقال إلى "المرحلة التالية" من الهدنة وإقفال ملف معتقلي رفح، خصوصًا أن المرحلة الثانية تنص على قوة أمنية دولية، نزع سلاح حماس، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي وكل ذلك يصطدم بعقدة المقاتلين المحاصرين.
أفكار مطروحة… بلا نتيجة
من بين الطروحات، ترحيل المقاتلين إلى دولة ثالثة، وكانت
تركيا خيارًا متداولًا، لكن أي اتفاق لم يتبلور. مكتب نتنياهو نفى التوصل إلى أي تفاهم، مؤكّدًا أن رئيس الحكومة "لم يتعهد للأميركيين بالإفراج عن معتقلي رفح".
وبينما تتعثر المفاوضات بين المرحلتين الأولى والثانية من الهدنة، لا
إسرائيل ولا حماس تبدوان مستعدتين لأي تنازل.
يمينٌ يرفع السقف… ونتنياهو محاصر
نتنياهو يواجه ضغوطًا من اليمين الإسرائيلي لرفض أي ممر آمن لمقاتلي حماس. أفيغدور ليبرمان كتب عبر "إكس":
"بالنسبة للإرهابيين الذين قتلوا جنودًا بعد إعلان الهدنة، لا خيار إلا الاستسلام والسجن… أو الموت".
هذه المواقف تُقيد قدرة نتنياهو على قبول حل وسط قد يُفسَّر كتراجع أمام حماس، رغم أن الخطة الأميركية تتحدث عن إمكان منح المقاتلين عفوًا مقابل تسليم السلاح والتعهد بـ"التعايش السلمي".
وبين شدّ وجذب… يبقى الملف بلا مخرج
العُقدة نفسها تزداد صلابة:
واشنطن تريد إقفالها سريعًا، إسرائيل تخشى أثمانها السياسية، وحماس ترفض الاستسلام. فيما الأنفاق تستمر بفتح صفحة جديدة من المواجهة حتى داخل هدنة يُفترض أنها توقف الحرب.
(سكاي نيوز)