أفادت صحيفة هآرتس أنّ الكاتبة
الإسرائيلية تمار رافائيل تعرّضت لموجة واسعة من التهديدات عبر
مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أدلت بتصريحات في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وصفت فيها ما تقوم به
إسرائيل في غزة بأنه إبادة جماعية.
وبحسب التقرير الذي أعدّه غيلي إزكوفيتش، ظهرت رافائيل خلال مشاركتها في الوفد
الإسرائيلي – الذي موّلته
وزارة الثقافة – وهي تضع دبوس
العلم الفلسطيني، في خطوة اعتُبرت استثنائية ومناقضة للموقف الرسمي للدولة.
هذه الإشارة الرمزية فجّرت حملة عنيفة ضدها، خصوصًا من ناشطين يمينيين مثل مغني الراب والناشط السياسي يوآف "الظل" إلياسي، والإعلامي ينون مغال من القناة 14، لتصل التهديدات إلى حدّ القتل والاغتصاب، مع تسجيل ما يقارب ألفي تعليق تهديدي من جمهور هؤلاء الناشطين.
ورغم الحملة، تلقت رافائيل دعمًا من شخصيات سياسية وثقافية، أبرزها النائب أيمن عودة وعدد من المجلات الأدبية التي تكتب فيها. وقالت في تصريحات للإعلام ومنشورات على
فيسبوك إنها شاركت في المعرض بصفتها إسرائيلية تنتقد سياسات بلدها، مضيفة:
"أنا إسرائيلية تسمّي الإبادة باسمها، وأؤمن بضرورة الاعتراف الدولي بالدولة
الفلسطينية وإقامتها إلى جانب دولة إسرائيل".
وأوضحت أن مشاركتها ضمن الوفد الرسمي لم تكن تناقضًا لمواقفها، بل محاولة لتقديم صوت "أخلاقي ومتّسق سياسيًا"، معتبرة أن رفض الدعوة كان سيعني "مقاطعة نفسها" وإقصاءها عن الفضاء الثقافي الإسرائيلي.
وبشأن التهديدات، رأت رافائيل أنها "تعكس
التيار السائد داخل المجتمع الإسرائيلي"، مؤكدة أنّ الأولوية اليوم يجب أن تكون إنهاء
الاحتلال وقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل وفق حلّ الدولتين، مع الاعتراف بالجرائم التي ارتُكبت وما تزال تُرتكب.
ووفق هآرتس، تكشف هذه الحادثة حجم التوتر بين حرية التعبير
في إسرائيل وبين الضغوط السياسية والاجتماعية، كما تسلّط الضوء على الضيق المتزايد في المساحة المتاحة أمام الكتّاب والمثقفين للتعبير عن مواقف مخالفة للسياسات الرسمية، سواء داخل البلاد أو خارجها، حيث يُقابل أي صوت ناقد بحملات شرسة ومنسّقة.
(هآرتس)