Advertisement

عربي-دولي

إيران ترفع مستوى الجهوزية الجوية وسط تحركات غير اعتيادية في العراق

Lebanon 24
27-11-2025 | 03:15
A-
A+

Doc-P-1447408-638998351424841711.jpg
Doc-P-1447408-638998351424841711.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
شهدت العاصمة الإيرانية طهران أمس الأربعاء حدثاً لافتاً عندما دوّى صوت قوي في سماء المدينة، ما دفع كثيراً من السكان إلى الاعتقاد بأن البلاد تتعرض لهجوم جديد، خصوصاً بعد الحرب الأخيرة التي استمرت  12 يوماً مع إسرائيل وما تركته من توتر شديد في الرأي العام.
Advertisement

وخلال دقائق قليلة امتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بكمّ كبير من التكهنات حول احتمال تجدد الضربات، قبل أن يصدر سلاح الجو الإيراني بياناً يؤكد فيه أن الصوت ناجم عن تحليق مقاتلة "ميغ-29" في إطار مهامها اليومية المعتادة لضمان الأمن الجوي، وأن مثل هذه الطلعات ليست جديدة وستستمر مستقبلاً.

وأعلنت القوة الجوية للجيش الإيراني أن هذا التحليق، إلى جانب رحلات أخرى لمقاتلات الجيش، إجراء روتيني يهدف إلى ضمان الأمن الدائم في الأجواء الإيرانية، وأن مثل هذه المهمات ستستمر في المستقبل.
يأتي هذا التطور فيما يشير مراقبون إلى أن الطائرات الإسرائيلية نفذت، في الساعات الأولى لليوم نفسه، تحليقاً غير اعتيادي داخل الأراضي العراقية وعلى مقربة من الحدود الإيرانية، ما أثار تساؤلات حول دوافع تلك التحركات وتوقيتها.

وهذه ليست المرة الأولى التي تُرصد فيها مقاتلات إسرائيلية قرب الحدود، ما يعزز الاعتقاد بأن تل أبيب تختبر مسارات جوية محتملة وتحاول تحديد ممرات مناسبة لعمليات عسكرية مستقبلية، مع فحص جاهزية الرادارات الإقليمية.

ويذهب الخبير الإيراني في الشؤون العسكرية، يد الله كريمي بور، إلى أن إسرائيل تسعى لإعادة تكريس مناخ التهديد بعد انتهاء القتال المباشر، بهدف الضغط على طهران في لحظة حساسة يُتداول فيها عن إمكانية استئناف المفاوضات بينها وبين الولايات المتحدة بوساطة من دول المنطقة.

وأضاف كريمي بور، أنه "بالتوازي مع الضغوط الدبلوماسية الأمريكية، يبدو أن إسرائيل تريد التذكير باستعدادها للجوء إلى العمل العسكري متى تهيأت الظروف".

واعتبر أن تكرار هذه الأنماط من التحركات الجوية قد يؤدي إلى "تطبيع الخطر"، بحيث تفقد الدفاعات الإيرانية حساسيتها تجاه أي طيران غير مألوف فوق المنطقة، ما يمنح إسرائيل فرصة لتنفيذ هجوم مفاجئ من داخل نمط بات اعتيادياً.

وتابع كريمي بور، "أن تحليق الميغ-29 في هذا التوقيت قد يكون رسالة ردع تشير إلى أن إيران تراقب كل حركة في أجواء المنطقة"، مبيناً أن الطلعات الجوية مرتبط برغبة المؤسسة العسكرية الإيرانية في إظهار الحضور والجاهزية.

وأوضح أن "الجيش الإيراني يتعامل مع كل التطورات الإقليمية المستجدة بجدية واستعداد عالٍ، وسط بيئة سياسية وأمنية تتغير بسرعة في المنطقة".

ولفت الخبير العسكري الإيراني إلى أن "التقارير الواردة من إقليم كردستان ومحافظة ميسان العراقية تحدّثت عن مرور طائرة أو أكثر بسرعة تفوق سرعة الصوت وفي ارتفاعات منخفضة، وهو ما أثار مخاوف أمنية، نظراً لأن مثل هذه التحركات لا تتم عادةً في المناطق المدنية دون تنسيق مسبق. والتقييمات الأولية داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية اعتبرت هذه الأنشطة تحركاً استفزازياً محتملاً يستدعي رفع مستوى الجهوزية الجوية".

وقال إنه "لا يستبعد أن تكون هذه التحركات جزءاً من سيناريو عملياتي يهدف إلى اختبار ردود فعل أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، عبر الاقتراب من الأجواء الإيرانية وتنفيذ مناورات محاكاة لإطلاق ذخائر على مسافة آمنة من الحدود".

وفي جانب آخر، أثار توقيت التحليق فوق طهران اهتماماً إضافياً، إذ تزامن مع ذكرى تأسيس "قوات البسيج"، وهي مناسبة اعتادت القيادة الإيرانية إحياءها بخطاب رسمي بارز، إلا أن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يحضر الفعالية هذا العام، رغم ظهوره العلني قبل أيام في مراسم دينية.

ويمتلك سلاح الجو الإيراني من طراز "ميغ-29" ما يقارب 19 مقاتلة نشطة وفق تقرير "Flight Global" لعام 2023، وتُعد هذه الطائرة من أهم أعمدة القوة الجوية الإيرانية منذ شرائها من الاتحاد السوفيتي في أواخر الثمانينيات.

وقد خضعت نسختها الإيرانية لتعديلات تقنية جعلتها أكثر تقدماً من النسخ التي حصلت عليها دول الجوار آنذاك مثل العراق وسوريا، وتتمركز حالياً في قواعد مهرآباد بطهران وتبريز.

وتعكس مجمل هذه التطورات صورة مركّبة للمشهد الأمني الإيراني؛ فبين القلق الشعبي من احتمال تكرار الهجمات، والتحركات الإسرائيلية المتزايدة قرب الحدود، والرسائل الداخلية المرتبطة بالجاهزية العسكرية، يبدو أن أجواء إيران دخلت مرحلة جديدة من اليقظة والتوجس. (ارم نيوز)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك