ذكر موقع "National Security Journal" الأميركي " ان أداء القاذفة B-2 Spirit في عملية "مطرقة منتصف الليل" هذا الصيف ألهم كبار مطوري الأسلحة وصناع القرار للنظر في بناء المزيد من هذه القاذفة الشبحية التي يبلغ عمرها 36 عامًا. وقد يبدو هذا الاحتمال للوهلة الأولى غير منطقي، نظرًا لقرب وصول الجيل التالي من قاذفات B-21، وكون قاذفة B-2 قديمة جدًا. ومع ذلك، فإن الطائرة موثوقة ومجربة، والثقة في قدرة B-2 على الأداء في بيئة التهديد الحديثة وصلت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. في حين أن الكثير من التفاصيل حول عملية "مطرقة منتصف الليل" لا تزال غير متاحة، فإن وزير الحرب بيت هيغسيث لم يكن على علم بأي طلقات نارية تم إطلاقها على طائرات B-2 أثناء العملية".
وبحسب الموقع، "هيغسيث وكبار جنرالات القوات الجوية يؤيدون إشادة
ترامب بالطائرة B-2، وقد يكون هذا إلهامًا للتحرك لإضافة المزيد من هذه الطائرات إلى الأسطول للطيران جنبًا إلى جنب مع القاذفة B-21 مع انضمام القاذفة الأحدث إلى القوة. وقد يكون هذا منطقيا، نظرا لأن الطائرة B-2 أثبتت فعاليتها في العمليات القتالية الحديثة".
وتابع الموقع، "يُعدّ نجاح هجوم طائرة B-2 ذا أهمية بالغة، فإيران تُشغّل أنظمة صواريخ أرض-جو روسية الصنع من طراز S-300، وربما S-400. وتتمتع الأنواع الحديثة من هذه الأسلحة بقدرة متزايدة على استخدام الشبكات الرقمية، وتكنولوجيا تقاسم الأهداف، والمدى الأطول، والقدرة على اكتشاف الطائرات على مسافات أكبر عبر عدد أكبر من الترددات. في السنوات الأخيرة، ادعت
وسائل الإعلام التابعة للدولة الروسية مرارا وتكرارا أن الدفاعات الجوية الروسية المتقدمة قادرة على اكتشاف الطائرات الشبح وتدميرها، لكن هذا لم يتم تأكيده. إن قدرة الطائرة B-2 على التهرب من الكشف وتحديد الأهداف ذات القيمة العالية أثناء العمل في الأراضي التي تغطيها مثل هذه الأنظمة، جنبًا إلى جنب مع قوة القصف التي لا مثيل لها لطائرة Spirit، تسلط الضوء على حقيقة أساسية حول تحديث القوة، وهي أن المنصات التي يبلغ عمرها عقودًا من الزمن يمكن أن تصبح طائرات مختلفة تمامًا تقريبًا مع التعزيزات الهيكلية والترقيات المستمرة".
وأضاف الموقع، "في حين أن هناك حدوداً لمدى إمكانية ترقية منصة قديمة، فإن الطائرات مثل B-2 وF-15 وB-52 ظلت ذات أهمية وقاتلة وفعالة في البيئات الحديثة العالية الخطورة، وتُعدّ طائرة B-2 خير مثال على هذه الظاهرة. وتتميز طائرة Spirit الحالية بمعالج حاسوبي أسرع بألف مرة، وتحديثات في طلاء التخفي، وإدارة حرارية مُحسّنة، وأجهزة استشعار وأسلحة فعّالة وقاتلة ضد التهديدات المتقدمة.
وتضمنت ترقيات الحوسبة إعادة استضافة معالجات
التحكم في إدارة الطيران على وحدات معالجة متكاملة أكثر قدرة، وشمل ذلك تركيب كابل ألياف ضوئية جديد بدلاً من كابل ناقل الحركة المختلط المستخدم سابقًا. فأجهزة كمبيوتر B-2 الأصلية من ثمانينيات القرن الماضي كانت تُحمّل بكثافة بيانات عالية في بيئة حرب حديثة".
وبحسب الموقع، "قبل عدة سنوات، تحدث الطيار السابق لطائرة B-2، الكابتن نيكولا بوليدور، لقناة فوكس نيوز عن تأثير ترقيات الكمبيوتر، وقال: "يشبه الأمر حاسوبًا طائرًا، تُدخل نصًا في الحاسوب، ويمكننا إدخال الضغط أو السرعة الجوية أو هدف السلاح من تلك اللوحة وإرسالها". وأضاف: "لدينا نظام طيار آلي تمامًا مثل الطائرات التجارية. يمكننا الحفاظ على الارتفاع دون الحاجة إلى إدخال بيانات في نظام الحاسوب"."
وتابع الموقع، "تتميز طائرة B-2 أيضًا بتعاملها مع أسلحتها بشكل مختلف، فهي الآن مُجهزة ببرمجيات جديدة، وتحسينات في التحكم بالنيران، وواجهات لتمكين قدر أعظم من المرونة وترسانة أكثر اتساعًا. وتُظهر صور الأقمار الصناعية للهجمات بالقنابل على المواقع
الإيرانية وجود ثقوب دخول صغيرة إلى حد ما. وهذا أمرٌ مُتعمد تمامًا، إذ دأبت القوات الجوية على تطوير أسلحة تخترق الأرض لسنوات عديدة. ويؤدي هذا بطبيعة الحال إلى زيادة الضرر الذي يلحق بالأهداف المدفونة عمداً تحت الأرض".