ذكر موقع "ارم نيوز" أن التقارب بين بنيامين نتنياهو وسكرتيره العسكري رومان غوفمان أفضى إلى اتخاذ قرار بتعيين الأخير رئيسًا جديدًا للموساد، لما يُعرف عنه من كتمان أسرار رئاسة الوزراء، ودفاعه المستميت عن نتنياهو أمام الجهات القضائية، وانفراده بمبادرات غياب رئيس الوزراء عن جلسات المحاكمة، ودعوته الاستباقية إلى تدشين حكومة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وكشفت قناة "
أخبار 13"
الإسرائيلية عن رأي أمني، صاغه غوفمان خلال محاكمة نتنياهو في قضايا الفساد المدان فيها؛ ومن بين بنود الرأي "عدم قدرة نتنياهو على الإدلاء بشهادته على مدار جلسات المحاكمة"، خلافًا لرأي رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" السابق رونين بار.
ورغم أن تعيين غوفمان في المنصب بالغ الحساسية يفتقر حتى الآن إلى مصادقة اللجنة الاستشارية للتعيينات في المناصب العليا، إلا أن نشاطه في "عوالم الظل" يؤهله لخلافة رئيس الموساد المنتهية ولايته، دافيد بارنيع، وفق القناة الإسرائيلية السابعة.
ووفقًا للمؤهلات، فتح غوفمان خطًا ساخنًا للتنسيق بين حكومتي تل أبيب وموسكو إزاء كل ما يخص سقوط نظام بشار
الأسد في
سوريا، وما يتعلق منه بآليات التعامل مع النظام الجديد.
وفي أروقة العمل السري، لعب رئيس الموساد المنتظر دورًا محوريًا في مبادرة تل أبيب، الرامية إلى توزيع مساعدات إنسانية على قطاع غزة؛ وكان سباقًا في اختيار شركة SRS الأمريكية للقيام بالمهمة، فضلًا عن ضلوعه في تدشين صندوق GHF لتنفيذ عمليات توزيع المساعدات، التي شابها عوار وتجاوزات قانونية وإنسانية، شككت جميعها في نزاهة العمليات برمتها، وفق تحقيق مطوَّل، نشرته صحيفة "هآرتس".
وفي نيسان 2024، وزع غوفمان وثيقة على قيادات المستويين السياسي والعسكري، دعا فيها إلى "فرض الحكم العسكري
الإسرائيلي في قطاع غزة".
وردًا على ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "الوثيقة كتبت بناءً على رأي غوفمان، ولا تمثل الموقف الرسمي للجيش، بحسب قناة "أخبار 13".
في 7 تشرين الأول 2023، هرول غوفمان بسيارته من منزله في أشدود إلى مستوطنات غلاف قطاع غزة، وتحديدًا إلى مستوطنة سديروت، ردًا على تقارير عن تسلل عناصر معادية من قطاع غزة إلى
إسرائيل.
وحينها، جمع غوفمان معه عددًا من متطوعي الشرطة وحاول التصدي للعناصر المسلحة؛ وخلال مواجهة خلية من المسلحين عند تقاطع شارع هنيغف، أصيب بجروح خطيرة في ركبته خلال تبادل لإطلاق النار. وبعد تعافيه من الإصابة، تولى لعدة أشهر منصب منسق أعمال الحكومة في الأراضي
الفلسطينية المحتلة، وفقًا لرواية صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وفي 8 نيسان الماضي، تم تعيينه سكرتيرًا عسكريًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويشير ملف رومان غوفمان الشخصي إلى أنه من مواليد 30 تشرين الثاني 1972 (53 عامًا). وُلد في بيلاروسيا، ثم هاجر مع عائلته إلى إسرائيل وهو في الرابعة عشرة من عمرة عام 1990، واستوطن أشدود برفقة أسرته.
وتوازيًا مع دراسته الأكاديمية في مدرسة الضباط البحرية "أورت"، عانى من الاغتراب والعنف من الطلاب في المدرسة، ما وضعه في ظروف نفسية معقدة، أجبرته على ممارسة رياضة الملاكمة للدفاع عن نفسه، وبعد تدريبات مكثفة حصل على الميدالية الفضية في اللعبة على مستوى إسرائيل.
وحصل غوفمان على بكالوريوس العلوم السياسية من كلية عسقلان الأكاديمية، وماجستير في العلوم السياسية والأمن القومي من جامعة حيفا.
والتحق بالخدمة العسكرية النظامية في سلاح المدرعات بالجيش الإسرائيلي عام 1995، والتحق بعدها بالكتيبة 53، التابعة للواء 188.
بعد زواجه، أنجب 3 فتيات، وأصر غوفمان على استيطان أشدود.