تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

عربي-دولي

ترامب يغيّر وجه أميركا... انكفاء دولي وتشديد غير مسبوق على الهجرة

Lebanon 24
14-12-2025 | 02:30
A-
A+
Doc-P-1454920-639013014174287908.jpg
Doc-P-1454920-639013014174287908.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في ظلّ تحديات داخلية وخارجية متصاعدة، تكثّف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهجها الانعزالي، واضعة ملفي الهجرة والتهديدات الخارجية في صدارة أولوياتها، باعتبارهما خطرًا مباشرًا على الولايات المتحدة.

ووفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست، شملت الإجراءات الأخيرة تعليق طلبات الهجرة من عشرات الدول، وتشديد القيود على السفر، ومراجعة حسابات الزائرين على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب رفع الرسوم الجمركية وتكثيف ملاحقة المهاجرين داخل البلاد.

ويواكب هذه الخطوات خطاب رئاسي حادّ معادٍ للهجرة، فيما تعكس إستراتيجية الأمن القومي الجديدة تحوّلًا واضحًا نحو الانكفاء على نصف الكرة الغربي، وتقليص الالتزامات تجاه النظام الدولي وحلفاء واشنطن التقليديين. وتنتقد الوثيقة، المؤلفة من 33 صفحة، التعددية الدولية، وتحذّر الحلفاء الأوروبيين مما تصفه بـ"اندثار الحضارة" نتيجة خياراتهم السياسية.

وترى الصحيفة أن هذه السياسات تهدف عمليًا إلى عزل الولايات المتحدة عن التأثيرات الخارجية البشرية والاقتصادية والثقافية، وإعادة تركيز الاهتمام الأميركي على الجوار المباشر بدل الساحة العالمية الأوسع. ويحذّر خبراء من أن خطاب ترامب يعيد إلى الأذهان نزعات انعزالية ومشاعر معادية للمهاجرين سادت في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، فيما تؤكد المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون أن الإدارة "تسعى لحماية ما هو عظيم في أميركا".

ورغم الحذر المعلن من التدخل الخارجي، لم يتردد ترامب في استخدام القوة الأميركية عند الحاجة، ولا سيما في ملف فنزويلا، في إطار ما تعتبره الإدارة مواجهة لتدفق المخدرات، رغم تشكيك خبراء في الدور المحوري لكراكاس في هذا المجال.

وفي السياق نفسه، عززت الإدارة نظامها الجمركي، ملوّحة بفرض رسوم إضافية على المكسيك، وأقرت مساعدات بقيمة 11 مليار دولار للمزارعين المتضررين، وسط تصريحات لترامب اعتبر فيها أن الطعون القضائية ضد الرسوم "مسألة حياة أو موت للبلاد".

وتصاعدت حدّة الخطاب الرئاسي، مع تركيزه على حوادث أمنية نُسبت لمهاجرين، واستخدامه عبارات مهينة بحق الصوماليين، ومهاجمته النائبة إلهان عمر بلهجة وُصفت بالعنصرية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ودبلوماسيين سابقين أن هذا الخطاب يتجاوز معاداة الهجرة إلى تبنّي نزعة تمييزية واضحة.

وتؤكد إستراتيجية الأمن القومي الصادرة في 5 كانون الأول انتهاء مرحلة دعم النظام العالمي بصيغته السابقة، معتبرة أن النخب الأميركية أساءت تقدير استعداد الشعب لتحمّل أعباء لا تخدم المصلحة الوطنية.

وتبقى الهجرة القضية المحورية في مشروع ترامب السياسي منذ 2015، مستفيدًا من فشل الإدارات الديمقراطية في ضبط الحدود وتعثر إصلاحات الكونغرس. وتشدد الإدارة على أن على المهاجرين الاندماج الكامل في المجتمع الأميركي، وإلا "فلا مكان لهم"، وفق تعبير البيت الأبيض.

غير أن واشنطن بوست ترى أن هذه السياسات تجاوزت الأطر التقليدية، مع حملات مداهمة موسّعة وتجاهل اعتراضات السلطات المحلية، وصولًا إلى توقيع وزارة الأمن الداخلي عقدًا بقيمة 140 مليون دولار لشراء طائرات مخصصة لترحيل المهاجرين، ما يمنحها أسطولًا خاصًا لهذه المهمة.

وبينما يلقى هذا الخطاب صدى لدى شريحة من الأميركيين المتعبين من "حروب بلا نهاية"، يحذّر منتقدون من أن كلفة الانعزال قد تكون مرتفعة على موقع الولايات المتحدة ودورها العالمي.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك