تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

عربي-دولي

نهاية المظلّة الأميركية… الحلفاء يبحثون عن بدائل

Lebanon 24
20-12-2025 | 15:10
A-
A+
Doc-P-1457939-639018654364680938.avif
Doc-P-1457939-639018654364680938.avif photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
بعد نحو ثمانية عقود من اعتبار القوة الأميركية الركيزة الأساسية للنظام الدولي، يخلص حلفاء واشنطن اليوم إلى واقع مقلق: الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى هذا الدور بوصفه استثمارًا يستحق كلفته السياسية والاقتصادية والعسكرية.

في مقال تحليلي مشترك نُشر في فورين أفيرز بعنوان "الحلفاء بعد أميركا: البحث عن الخطة ب"، يقدّم كل من فيليب غوردون ومارا كارلين قراءة تشاؤمية لمستقبل التحالفات الأميركية، معتبرين أن الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب تمثّل قطيعة فعلية مع الإرث الذي حكم السياسة الخارجية الأميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

نهاية منطق التحالفات

يرى الكاتبان أن الإدارات الأميركية المتعاقبة بنت سياستها الخارجية على فكرة مركزية مفادها أن أمن الولايات المتحدة وازدهارها يمران عبر حماية التحالفات، وردع الخصوم، ودعم التجارة الحرة، والاستثمار في المؤسسات الدولية. غير أن هذا المنطق بدأ يتفكك بصورة متسارعة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

ويعزو المقال هذا التحول إلى طبيعة الفريق المحيط بالرئيس، والذي ينظر إلى التحالفات على أنها عبء، ويرى في الالتزامات الخارجية استنزافًا غير مبرر للموارد الأميركية. ويشير إلى أن شخصيات بارزة في الإدارة الحالية، بينها نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث، تتبنى مقاربة تشكّك أصلًا بدور أميركا القيادي في العالم.

حتى مسؤولون عُرفوا سابقًا بدفاعهم عن سياسة خارجية نشطة، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، بدوا – وفق المقال – وكأنهم تخلّوا عن مواقفهم السابقة انسجامًا مع توجّهات ترامب وقاعدته السياسية.

مظلة أمنية متصدّعة

يبرز هذا التحول بوضوح في العلاقة مع أوروبا وحلف شمال الأطلسي، حيث بات الالتزام الأميركي بالدفاع الجماعي مشروطًا باعتبارات مالية. ويذهب المقال إلى أن تلميحات ترامب باستخدام القوة ضد دول حليفة، مثل الدانمارك في ملف غرينلاند، شكّلت صدمة استراتيجية للأوروبيين، وأضعفت منطق الردع في مواجهة روسيا.

وفي آسيا، لا تبدو الصورة أفضل حالًا. فالشراكات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لا تزال قائمة شكليًا، لكنها باتت هشّة. ويشير الكاتبان إلى أن واشنطن أظهرت استعدادًا لمقايضة أمن حلفاء مثل تايوان بصفقات اقتصادية مع الصين، ما عزّز شعور عدم اليقين في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية.

أما في الشرق الأوسط، فيلاحظ المقال أن الإدارة الأميركية تميل إلى تجنّب أي مواجهة قد تنطوي على مخاطر عالية، وتتحرك عسكريًا فقط عندما تكون كلفة التصعيد محدودة، ما يترك حلفاءها أمام فراغ أمني متزايد.

نحو "الخطة ب"

على الرغم من هذه المؤشرات، يتهم الكاتبان معظم الحلفاء بالتباطؤ في الاستعداد لسيناريو انكفاء أميركي. فالدول الأوروبية تأخرت في بناء قدرات دفاعية مستقلة، بينما فضّل حلفاء آسيا والشرق الأوسط استرضاء واشنطن بدل البحث الجدي عن بدائل.

لكن مع تآكل الثقة، بدأت ملامح "الخطة ب" بالظهور: زيادة الإنفاق الدفاعي، توسيع التعاون الإقليمي، تقليص الاعتماد على الصناعات العسكرية الأميركية، وفتح نقاشات حساسة حول امتلاك قدرات ردع مستقلة، بما فيها النووية.

ويحذّر المقال من أن تراجع القيادة الأميركية سيُحدث تحولات جيوسياسية واقتصادية عميقة، إذ قد يدفع الحلفاء إلى بناء ترتيبات تجارية وأمنية جديدة بعيدًا عن واشنطن، ما يجعل العالم أكثر اضطرابًا وأقل استقرارًا.

خلاصة قاتمة

يخلص غوردون وكارلين إلى أن أفضل ما يمكن للحلفاء فعله هو الجمع بين مسارين متوازيين: الحفاظ على أكبر قدر ممكن من التعاون العملي مع الولايات المتحدة، من دون أوهام بعودة قريبة إلى النظام القديم، والاستثمار الجدي في بناء قدرات ذاتية وتحالفات مكمّلة تقلّل من مخاطر الانسحاب الأميركي.

ويؤكدان أن غياب خطة بديلة واقعية سيجعل الحلفاء أكثر عرضة للابتزاز، ويشجّع القوى المنافسة على اختبار حدود الردع، في عالم لم تعد فيه المظلة الأميركية مضمونة ولا دائمة.
 
(فورين أفيرز)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك