تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لقصف روسي بطائرات مسيّرة وصواريخ يوم السبت، ما أدى إلى مقتل امرأة وانقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف، قبيل أحدث محادثات الرئيس فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال زيلينسكي إن الهجوم يثبت أن
روسيا لا تريد إنهاء غزوها الذي بدأ في شباط 2022 وأوقع "عشرات الآلاف" من القتلى. وأشار إلى أن نحو 500 طائرة مسيّرة و40 صاروخاً استهدفت كييف ومحيطها، مضيفاً: "ينخرط الممثلون الروس في محادثات مطولة، ولكن في الواقع، تتحدث صواريخ كينجال وطائرات شاهد بدون طيار نيابة عنهم".
وبحسب السلطات الأوكرانية، أسفر القصف عن إصابة العشرات، وقطع الكهرباء والتدفئة عن مئات الآلاف في منطقة كييف خلال درجات حرارة متجمدة. وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو إن نحو 600 ألف مستهلك تضرروا بانقطاع
التيار، فيما ذكرت السلطات أن الأضرار طالت مباني سكنية وسكنًا طلابيًا ومحطة وقود.
وخلال هجوم استمر 10 ساعات، تحدث مراسلو وكالة فرانس برس عن دوي انفجارات قوية وومضات أضاءت السماء.
من جهته، أعلن الجيش الروسي أنه استخدم صواريخ فرط صوتية وطائرات من دون طيار لاستهداف بنى تحتية ومنشآت طاقة "المستخدمة لصالح القوات المسلحة الأوكرانية"، إضافة إلى مواقع عسكرية.
وأثناء الغارات، أعلن الجيش البولندي أن بولندا أرسلت طائرات حربية ورفعت جاهزية دفاعاتها الجوية، كما قالت هيئة الملاحة الجوية البولندية إنها علّقت حركة الطيران مؤقتًا في مطارين قرب الحدود الأوكرانية قبل استئنافها لاحقًا.
وفي موازاة ذلك، ومع توجه زيلينسكي إلى
الولايات المتحدة، أعلنت هيئة مكافحة الفساد الأوكرانية فتح تحقيق جديد قالت إنه يتعلق بتورط بعض النواب، مشيرة إلى أنها حاولت مداهمة مكاتب البرلمان لكن
قوات الأمن منعتها.
محادثات فلوريدا
يُعقد اجتماع يوم الأحد في فلوريدا لبحث مقترحات جديدة، في وقت يكثف فيه
ترامب جهوده لإنهاء القتال. وبحسب ما كشفه زيلينسكي هذا الأسبوع، تتضمن الخطة الجديدة المؤلفة من 20 نقطة تجميد الحرب على خط المواجهة الحالي، وقد تتطلب سحب قوات أوكرانية من الشرق مع إمكان إنشاء مناطق عازلة منزوعة السلاح.
وتُعد الخطة، التي وُضعت بمشاركة أوكرانيا، أوضح اعتراف من كييف حتى الآن بإمكانية تقديم تنازلات إقليمية، وتختلف عن المقترح الأولي المؤلف من 28 بندًا الذي طرحته
واشنطن الشهر الماضي.
وقال ترامب لموقع "بوليتيكو" يوم الجمعة عن خطة زيلينسكي: "ليس لديه أي شيء حتى أوافق عليها"، مضيفًا: "لذا سنرى ما لديه".
وتشمل الخطة اتفاقيات ثنائية منفصلة بين واشنطن وكييف تتعلق بالضمانات الأمنية وإعادة الإعمار والاقتصاد، وقال زيلينسكي إنها "تتغير يوميًا"، مضيفًا عن لقاء الأحد: "سنناقش هذه الوثائق والضمانات الأمنية". كما قال إنه سيتطرق إلى ملفات وصفها بالحساسة، بينها "دونباس" ومحطة زابوريزهيا للطاقة النووية.
وقبيل اللقاء، قالت روسيا إن كييف وداعميها في
الاتحاد الأوروبي يحاولون "إفشال" خطة توسطت فيها الولايات المتحدة لوقف القتال، فيما قال نائب
وزير الخارجية الروسي إن زيلينسكي سعى إلى "إفشال" الخطة الأولية التي وضعها مسؤولون روس وأميركيون.