تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

عربي-دولي

تمويل أقل وشروط أكثر… إيران تعيد ضبط علاقتها مع "حزب الله"

Lebanon 24
31-12-2025 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1462248-639028095049600647.webp
Doc-P-1462248-639028095049600647.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لم يعد النقاش داخل دوائر القرار المرتبطة بحزب الله محصورًا بحجم التمويل الإيراني السنوي، بل بات يتناول طبيعة العلاقة نفسها، بعد مؤشرات متزايدة على انتقال طهران من دور «المموّل المفتوح» إلى موقع "مدير الأزمة" الذي يربط الدعم المالي بضبط القرار والإنفاق، في مرحلة ما بعد الحرب مع إسرائيل.

مصادر سياسية لبنانية وأخرى قريبة من الحزب تؤكد لـ"إرم نيوز" أن الاتصالات الأخيرة مع الجانب الإيراني ركّزت على إعادة ترتيب الأولويات داخل الحزب، وتحديد ما يمكن الاستمرار في تمويله وما يجب تقليصه أو إعادة هيكلته، في ظل ضغوط مالية غير مسبوقة تواجهها إيران نفسها.

تمويل أقل وشروط أوضح

وبحسب هذه المصادر، أبلغت طهران قيادة الحزب خلال اجتماعات غير معلنة أن مرحلة الدعم غير المشروط انتهت عمليًا، وأن أي تمويل إضافي سيكون مرتبطًا بضبط النفقات وتخفيف الكلفة الاجتماعية والخدماتية داخل البيئة الحاضنة.

وتشير تقديرات متقاطعة إلى أن متوسط ما حُوّل للحزب خلال العام الأخير تراوح بين 900 مليون ومليار دولار، وهو أقل بكثير من سقف المطالب التي تجاوزت 1.8 مليار دولار، خصوصًا على خلفية كلفة إعادة الإعمار وتعويض المتضررين وإعادة بناء القدرات العسكرية.

مصدر قريب من الحزب يقرّ بأن "الدعم مستمر لكنه لم يعد كافيًا كما في السابق"، لافتًا إلى أن طهران تطلب اليوم "حسابات دقيقة، وأولويات واضحة، وتبريرًا تفصيليًا لكل بند إنفاق".

إدارة مباشرة بدل التفويض

التحوّل الأبرز، وفق مصادر من داخل بيئة الحزب، يتمثل في ازدياد تدخل الجهات الإيرانية في تفاصيل الإدارة الداخلية، من توزيع الموارد إلى آليات التعويض، وصولًا إلى مراجعة هياكل تنظيمية وُصفت بأنها "مرهقة ماليًا وغير منتجة سياسيًا".

وتشير المصادر إلى أن «فيلق القدس» بات يطالب بخطط تنفيذية وجدولة زمنية للصرف، في مقاربة تشبه إدارة أزمة طويلة الأمد، لا تمويل جبهة مفتوحة، ما يعكس قناعة إيرانية بأن استمرار النموذج السابق يهدد قدرة الحزب على الصمود.

التعويضات تحت الضغط

ويُعد ملف تعويض المتضررين من الحرب من أكثر النقاط حساسية. فوفق أرقام غير رسمية داخل مؤسسات الحزب، تضررت أكثر من 75 ألف وحدة سكنية في الجنوب والضاحية والبقاع، بكلفة تقديرية تراوح بين 1.2 و1.5 مليار دولار.

غير أن ما صُرف فعليًا لم يتجاوز 35 إلى 40% من المبالغ الموعودة، مع اعتماد دفعات مجزأة، وتأجيل ملفات عديدة بذريعة التدقيق وتحديد الأولويات، ما انعكس تململًا متزايدًا داخل البيئة الحاضنة.

رسائل إلى القاعدة

ترى مصادر سياسية أن التشدد المالي يحمل رسائل غير مباشرة إلى جمهور الحزب، مفادها أن المرحلة المقبلة تتطلب تحمّلًا جماعيًا وخفض سقف التوقعات، حتى لو انعكس ذلك تراجعًا محدودًا في مستوى الرضا الشعبي.

في المقابل، تعتبر هذه المصادر أن طهران مستعدة لتحمّل كلفة تآكل جزئي في الشعبية، مقابل الحفاظ على الحزب كأداة استراتيجية منضبطة، لا عبئًا ماليًا متضخمًا في لحظة إقليمية شديدة التعقيد.

إعادة تعريف العلاقة

ويرى المحلل السياسي علي حمادة أن ما يجري «ليس خلافًا بين إيران وحزب الله، بل إعادة تعريف للعلاقة»، مؤكدًا أن طهران لم تعد قادرة ولا راغبة في تمويل نموذج ما قبل الحرب، وأنها تتعامل اليوم مع الحزب كجزء من إدارة صراع طويل الأمد لا كذراع لمواجهة مفتوحة.

ورغم تأكيد مصادر قريبة من الحزب أن الدعم الاستراتيجي الإيراني لم يتوقف، فإنها تقرّ بأن الحزب بات مضطرًا للتكيّف مع معادلة جديدة عنوانها: تمويل أقل، إدارة أدق، وقرار أكثر ارتباطًا بالحسابات الإقليمية الإيرانية.

وبينما يحاول الحزب احتواء التململ داخل بيئته، تبدو المرحلة المقبلة مرشحة لمزيد من التحولات الصامتة في طريقة إدارة طهران لأحد أبرز أذرعها، تحولات ترسم بوضوح ملامح ما بعد "زمن التمويل المفتوح".

(إرام نيوز)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك