Advertisement

عربي-دولي

القنيطرة بين نيران العدو .. وهجمات المسلحين

Lebanon 24
24-08-2015 | 23:58
A-
A+
Doc-P-51333-6367053126497025851280x960.jpg
Doc-P-51333-6367053126497025851280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
على وقع هجمات مسلحي المعارضة وغارات العدو الإسرائيلي، تعيش محافظة القنيطرة يومياتها، محاولة وأبناءها التكيف مع واقع الهجمات المستمرة باتجاه المدينة التي أخفقت جميع محاولات الفصائل المسلحة في اقتحامها. ستون كيلومتراً هي المسافة الفاصلة بين القنيطرة ودمشق عبر طريق يمتد من محطة السومرية مروراً بالمعضمية ثم جديدة عرطوز والفضل، لا اشتباكات ولا عمليات قنص حاليا في هذه المناطق. مقارنة بالسنوات السابقة الحركة تبدو عادية وطبيعية حتى قطنا حيث يبدأ الطريق المسمى بـ "اوتوستراد السلام"، هنا لا مكان للسلام على الإطلاق، فالقنص والقذائف تتسيد الوضع الميداني بحكم انتشار المسلحين عند مخيم خان الشيح، حيث دارت وتدور عشرات المعارك للسيطرة على نقاط جديدة لجهة سعسع، مدخل محافظة القنيطرة، أو الاتصال ببساتين الجديدة إلى داريا بالغوطة الغربية، وفي كل مرة تتوقف الحركة بضع ساعات ثم تستعيد حيويتها نسبياً. يتفرع من هذا الطريق ممر ترابي أكثر خطورة يمتد إلى كل من حرفا وحضر المحاصرتين، حيث يصبح المتجهون إلى البلدتين تحت رحمة قناصة "جبهة النصرة" عند التلول الحمر، فيما يمتد مسار أكثر أماناً إلى حجر الصوان ومنها إلى مدخل مدينة البعث أو القنيطرة الجديدة. القنيطرة الجديدة بنيت بعد حرب تشرين على أثر تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدينة القديمة قبل انسحابها منها، وانتقل جزء كبير من النازحين من الجولان المحتل إليها، ومؤخراً انتقل أيضا الكثير من النازحين من مناطق أخرى جراء الحرب الدائرة منذ أربع سنوات. الكثافة السكانية ارتفعت في المنطقة التي اعتادت النوم باكراً والاستيقاظ باكراً. اعتاد الناس هنا أيضا على أصوات القذائف الآتية من بيت جن وجباتا الخشب وغيرهما، في أكثر من محاولة لاقتحام مدينة البعث وجارتها خان أرنبة، كما اعتادوا سماع صواريخ الغارات الإسرائيلية على محيط المنطقة وأحيانا عليها كما حصل قبل أيام. وبالرغم من كل هذا يعيش الجولانيون أيامهم بهدوء محاولين التكيف مع الحالة الراهنة فتستعد بعض كليات جامعة دمشق المفتتحة هناك لاستقبال الطلاب، وتعمل المشافي الحكومية بما تيسر من إمكانيات، فيما تبقى الكهرباء والمياه والاتصالات زواراً لا يطرقون أبواب السكان إلا بضع ساعات، أما الثابت فهو التعزيزات العسكرية التي تحيط بالمدينة لصد محاولات الاقتحام التي يتوعد بها المسلحون. هجمات المسلحين لم تتوقف حبس الجولانيون أنفاسهم اثر الغارة الإسرائيلية الأخيرة متوقعين تصعيداً إضافيا من جانب الفصائل المسلحة في محيط مدينة البعث، ولكن شيئاً لم يحدث، فالكثير من الكلام دار حول احتمال عملية عسكرية يقوم بها "الجيش الحر" و "النصرة" بهدف اقتحام المدينة عبر أكثر من محور، وهو ما لم يتم لأسباب كثيرة. المعارك تدور عبر محور حضر وحرفا والتلول الحمر التي تسمح السيطرة عليها بالتقدم عبر محور بلدات الحميدية والصمدانية والقحطانية، وبالتالي تشكيل قوس حول المدينة الصغيرة يتيح ممارسة ضغط أكبر وشن هجمات أكثر كثافة. الهدف الأكبر هو الدخول والسيطرة وبذلك تكون القنيطرة ثالث مدينة ومحافظة خارج السيطرة الرسمية بعد الرقة وإدلب، بعدما سيطر المسلحون على اكثر من ثمانين في المئة من المحافظة. ولكن ما الذي تمثله القنيطرة كي تشتد عليها نيران المسلحين وإسرائيل معاً؟ يقول مصدر في القنيطرة متابع للتطورات إن ثلاثة عوامل أساسية تتعلق بالقنيطرة، أولها القرب من دمشق عبر أوتوستراد السلام وصولاً إلى قطنا، والثاني اتصالها جنوباً بدرعا، والثالث عبر جبل الشيخ سواء إلى لبنان عند معبر شبعا ـ بيت جن أو إلى الأراضي المحتلة في مجدل شمس وعين التينة وبقعاتا وهو ما يفسر المعارك المتواصلة، إضافة لغارات الاحتلال التي تستهدف اللواء 90 أو الفوج 137 الذي سبق أن أعلنت الفصائل المسلحة مراراً شن هجمات لاقتحامه. الغارة التي طالت هذه المرة مقر المحافظة يفسرها المصدر برسائل عن تغطية أي محاولة للفصائل المسلحة للتقدم، وهو ما فشل أكثر من مرة لأسباب تتعلق إما بانسحابات مفاجئة أو لظهور مجموعات مبايعة لـ "داعش" مثل "سرايا الجهاد"، ولصد الجيش والحلفاء للهجمات بكثافة، ذلك أن سقوط القنيطرة يعني أن قطنا وجديدة عرطوز وسعسع ستكون بخطر محدق، ومن البديهي القول إن الضغط على دمشق سيزداد في هذه الحالة، ما يعني أن المسألة لا تحتمل التساهل في معركة يدرك الجيش والمسلحون أهميتها لكل منهم، وسط توقعات بتكرار الهجمات المرتبطة دوماً باستحقاقات سياسية. (طارق العبد - السفير)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك